أدى الآلاف من مسلمي إثيوبيا بالعاصمة أديس أبابا، الأحد الماضي، صلاة عيد الأضحى المبارك، في الملعب الرياضي، وسط مشاركة رسمية وشعبية تقدمها رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالعاصمة الشيخ حاج سلطان أمان، ووزير المالية الإثيوبي أحمد شيدي، بجانب وزير الدولة بوزارة السلام د. خير الدين، وعدد من الأئمة والمشايخ.
وفي مشهد كرنفالي بهيج توافد مئات المصلين مهللين ومكبرين من كل فج بالمدينة، منذ ساعات الصباح الباكر، عبر الطرقات الرئيسة المؤدية إلى الإستاد، وسط تنظيم وترتيب دقيق من قبل الشباب والمنظمات الخيرية بزيهم المميز وشاراتهم التي زُينت بالأهلة كرمز إسلامي.
وخلال خطبة العيد، دعا الشيخ طه محمد هارون، المسلمين إلى التسامح والوحدة، مؤكداً أن الإسلام دين وئام ومحبة، قائلاً: يجب أن نجعل من العيد مناسبة للتسامح والتكافل والسلام، وشدد الشيخ على ضرورة إحياء شعيرة الصدقة والتكافل ومد يد العون للفقراء والمساكين والمحتاجين.
ويعتبر الإسلام الديانة الثانية بعد المسيحية في إثيوبيا، وتتحدث بعض التقديرات عن أن نسبة المسلمين تشكل ما لا يقل عن 50% من عدد سكان البلاد البالغ نحو 120 مليون نسمة، وإن كانت تقديرات أخرى تشير إلى أن المسلمين يحتلون مساحة سكانية أعلى من هذه النسبة بكثير.
تهانٍ رسمية
وعشية عيد الأضحى توالت التهاني الرسمية ودعوات التعاون والتسامح لمسلمي إثيوبيا، وبعث كل من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وعدد من المسؤولين وحكام الأقاليم، برسائل التهنئة لمسلمي بلادهم، فيما عقد رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا الشيخ إبراهيم توفا مؤتمراً صحفياً هنأ فيه المسلمين بإثيوبيا.
وفي رسالة تهنئة مطولة، هنأ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مسلمي إثيوبيا والعالم بحلول عيد الأضحى، داعياً إلى الاحترام المتبادل والتعاون والوحدة خلال عطلة عيد الأضحى، ومشدداً على الوحدة والسلام من أجل إثيوبيا.
وقال آبي أحمد: إن الأضحى يمثل عيد التجارب والتضحيات من خلال النموذج الذي قدمه النبي إبراهيم عندما أعد ابنه للتضحية بأمر الله، وأضاف: عيد الأضحى هو احتفال تم فيه اختبار قدرتهم على التحمل وفازوا، لافتاً إلى أن هناك أشياء كثيرة يمكن أن نتعلمها من هذا الاحتفال والمثابرة لمواجهة التحديات.
وتابع آبي أحمد: القرار الصعب يتطلب قرارات صعبة ويمكن أن يؤتي ثماره بشكل كبير، موضحاً: لقد اعتقدنا أن التحدي سيكون صعبًا عندما شرعنا في جعل إثيوبيا دولة عظيمة ومزدهرة، مشيراً إلى وجود مشكلات وطنية لم يتم حلها وأخرى معاصرة، وأضاف: لا يمكن لأي أمة أن تنمو ولأي بلد أن يزدهر دون التضحيات.
وفي ذات السياق، دعا رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا الشيخ إبراهيم توفا المسلمين إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين خلال الاحتفال بعيد الأضحى، تماشيًا مع التعاليم الإسلامية.
ووجه توفا رسالة تهنئة إلى جميع المسلمين الإثيوبيين بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، مشددًا على أهمية تقديم الدعم للمحتاجين خلال العيد، قائلاً: يجب على المسلم الاحتفال بهذا اليوم في مساعدة الفقراء والمساكين ولا تنسوا من مواساتكم والدعاء وإدخال السرور على قلوبهم.
من جهة أخرى، دعا الشيخ توفا المسلمين إلى المشاركة في عملية الحوار الوطني الجارية، معتبرًا الحوار فرصة جيدة لحل الخلافات في إثيوبيا وضمان حقوق المسلمين والدفاع عن مصالحهم.