في ظل استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ أكثر من عام، تواصل “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تنفيذ عمليات نوعية تكشف عن قوة وصلابة المجاهدين في مواجهة قوات الاحتلال.
ومع مرور الأيام، تزداد قوة تلك العمليات التي تنفذها الكتائب، حيث تتميز بدقة متناهية وجرأة استثنائية في استهداف قوات الاحتلال في أماكن حساسة.
في هذا السياق، نجحت الكتائب اليوم الخميس في تنفيذ عملية بطولية جديدة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث نفذ أحد مجاهدي “القسام” عملية طعن استهدفت أربعة جنود من نقطة الصفر.
وقالت الكتائب في بلاغ عسكري لها: إن المجاهد تمكن من طعن ضابط صهيوني وثلاثة جنود آخرين، وقام بإغتنام أسلحتهم الشخصية بعد القضاء عليهم.
هذه العملية لاقت تفاعلاً واسعاً من النشطاء، الذين وصفوها بأنها فريدة في إطار العمليات الجهادية المستمرة ضد الاحتلال.
تحول ميداني
وفي تصريح خاص لـ”المجتمع”، قال المحلل السياسي الفلسطيني ياسر أبو هين: إن العملية التي أعلنت عنها كتائب القسام اليوم تحمل أكثر من رسالة. أولاً، هذه العملية تشير إلى مرحلة جديدة من الالتحام المباشر والفعل الفدائي الذي يمارسه مجاهدو القسام في شمال قطاع غزة، حيث انتقلوا من مرحلة القنص وإطلاق القذائف عن بُعد إلى مرحلة الاشتباك المباشر، مما يعكس تحولًا إلى ما يمكن تسميته “حرب الشوارع” أو “القتال الشعبي”.
وأضاف أبو هين أن الرسالة الثانية تكمن في قدرة المقاومة على العمل بكفاءة على أرض الميدان، وهي أرضهم التي يعرفونها جيدًا. رغم أن الاحتلال يروج لفكرة أن المنطقة “محروقة” وأنها قد تم إبادة كافة مقوماتها، إلا أن المقاومة تواصل تنظيم الكمائن والتحرك بشكل فاعل، ما يثبت عجز الاحتلال عن القضاء على قدرتها على المناورة.
وأشار إلى أن هذا النوع من المعارك يمثل تحديًا صعبًا بالنسبة للاحتلال، خاصة في ظل وجود المدنيين والمجموعات المقاومة في مناطق مثل شمال غزة.
وأكد أن الاحتلال سيواجه حربًا شعبية شاملة، تتجاوز العناصر العسكرية المنظمة، وتدخل فيها أيضًا العناصر الشعبية التي تساهم في تنفيذ عمليات المقاومة، مثل تلك التي لا تتطلب تخطيطًا معقدًا أو إمكانيات عسكرية كبيرة، بل يمكن تنفيذها باستخدام أسلحة بيضاء بسيطة.
كما أوضح المحلل الفلسطيني أن هذه العملية تبرز الصعوبات التي تواجهها المقاومة في شمال القطاع، خاصة في ظل الحصار المفروض على القطاع، وما يترتب على ذلك من قطع خطوط الإمداد والقصف المستمر لتدمير المنشآت المدنية والعسكرية.
وأضاف أن المقاومة قد تعاني من نقص في الأسلحة والذخائر، مما يضطر بعض المجاهدين إلى العودة إلى الأساليب البسيطة، مثل الطعن، وهو ما يذكرنا ببدايات الانتفاضة الأولى وحرب السكاكين التي نفذها الفدائيون في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتابع أبو هين أن هذه العمليات تعكس استمرار الحرب الشرسة التي تخوضها المقاومة ضد الاحتلال منذ أكثر من 14 شهراً، ما يبرهن على أن “القسام” لا يزال لديها الكثير لتقوله في معركتها ضد الاحتلال.
واختتم حديثه مؤكدًا أن هذه العملية، إلى جانب إعلان “القسام” اليوم عن إطلاق طائرة انتحارية من طراز الزواري، تؤكد أن المقاومة ما زالت تمتلك القدرة على تنفيذ عمليات نوعية، رغم الظروف الصعبة التي تواجهها.
من جانبه، وصف الناشط توفيق حمد العملية بأنها تمثل بطولة منقطعة النظير، مؤكداً أنها أعجزت الاحتلال وأكدت عجزه عن مواجهة المجاهدين.
واعتبر الناشط الفلسطيني رضوان الاخرس العملية بأنها “نوعية وقوية”، بينما أكد إسلام البرغوثي أن هذه العملية تمثل جزءًا من سلسلة بطولات لِواء الشّمال الصّامِد والفاتحين الأوائل، مشيدًا بسريّة النخبة في الشمال التي تواصل السير على نهج قادتها الأبطال، ثابتةً على العهد والوعد في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل.
وتواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لليوم الـ 440 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع غزة، ضمن معركة “طوفان الأقصى”، والتي أسفرت حتى اللحظة عن مقتل المئات من ضباط وجنود العدو وإصابة عشرات الآلاف، بالإضافة إلى تدمير مئات الآليات كلياً أو جزئياً.