في الوقت الذي يلطم البعض خده على لون تحالف دعم الشرعية الواحد رغم عدم دقة الأمر، يظهر ائتلاف طلابي بلون واحد وباسم تعميمي بدون لطميات
في الوقت الذي يلطم البعض خده على لون تحالف دعم الشرعية الواحد رغم عدم دقة الأمر، يظهر ائتلاف طلابي بلون واحد وباسم تعميمي بدون لطميات، وفي الوقت الذي يشيع البعض فيه مناخ كربلائي حاد على أداء تحالف الشرعية المتصاعد ثورياً، ظهرت جبهة طريق الثورة بلون واحد وبأداء باهت دون المستوى الثوري، واختفت بدون بكاء على الأطلال، وتلك الطريقة لن تفيد في لمِّ الشمل، ولن تفيد ثورة 25 يناير.
لقد قام البعض في الفترة الأخيرة بافتعال لطميات ممنهجة، بحسن نية أو بسوء قصد، وتحت دعاوى عدة ضد “تحالف دعم الشرعية “، رغم أنه رائد الحراك الثوري الميداني الحالي، وأطلق قنابل دخان كثيفة بين الحين والآخر للتعمية على حقائق الأرض والرؤية، وتجاهل – بحسب رأينا – التقدم الثوري الذي يجتاز مرحلة بعد مرحلة بوضوح رؤية، صدرت في نوفمبر 2013 ويناير 2014م، رافضة للسلق الثوري، وهيكلة وتطوير للتجويد الثوري من أجل تهيئة المناخ لحسم ثوري ناجز وعادل للجميع في ضوء قراءة واعية للثورات.
كان من المفترض مع الجولات التي مرت بها الثورة ومع دروس الحركة الطلابية العظيمة والشباب، أن العائدين من سهرة 30 يونيو الحمراء وأنصارهم، كسبوا خبرات ثورية تراكمية، كي ينتبهوا أن قلب الطاولة والإقصاء وقنابل الدخان المؤدلجة، والقيادات البديلة المصطنعة أو المتطلعة، ليست طريقة للاصطفاف الشعبي الثوري لاستكمال ثورة 25 يناير، وأن الميادين مفتوحة للجميع للاصطفاف على المبادئ والأهداف إن لم يتحقق الاصطفاف داخل كيان جامع في ظل عدم النضج الثوري لبعض العائدين من السهرة أو وعيهم أن لمِّ اللسان مقدمة نحو لمِّ الشمل.
وهنا يجب أن نثمن مواقف بعض الرموز الثورية الحقيقية، التي لم تسقط في المستنقع، وأفلتت من لعنة 3 يوليو، وبذلت جهداً ومازالت في زيادة مساحة نجاح اصطفاف الطليعة الثورية من جديد في مواجهة عسكرة الدولة، وبدأت في علاج “فوبيا” الإقصاء السياسي، وإسقاط مزاعم الثنائية الخبيثة “عسكر – إخوان”، لتظهر مجدداً وبوضوح الثنائيات المتناقضة الحقيقية: حكم المجلس العسكري والعسكرة والانقلاب وإرهاب الدولة، في مقابل دولة المؤسسات والإرادة الشعبية والمدنية والديمقراطية والقانون والدستور واستقلال القضاء.
إننا على مفترق طرق، وثورتنا المجيدة تكسب كل يوم حاضنة شعبية تتوسع يوماً بعد يوم تحتاج للرعاية للنمو، بينما يخسر الانقلاب أرضاً وشعباً ومواجهات بغباء منقطع النظير وبحرق غير مسبوق للمراحل، وعلى الجميع أن يعي أننا نواجه إرهاباً انقلابياً متزايداً يصر على خلق معركة تحت الصفر، في مقابل ظروف مهيأة لاصطفاف شعبي ناجز ينتظر ساعة الصفر!
لقد تجاوز الانقلاب العسكري في معركته – بحسب رأينا – المعركة الصفرية، وانتقل عدد من قياداته في مقدمتهم العميل القصير إلى معركة تحت الصفر، فالمعارك الوجودية تقتضي حتى في الحروب مبادئ إنسانية لا يختلف عليها اثنان، ولكن بهيمية الانقلاب دفعت قطعان خنازيره إلى تجاوز كل خطوط منطق العيش على كوكب الأرض، وهو ما يدفع جميع الثوار إلى تدبر المشهد بسرعة وجدية، والأخذ على يد المراهقين ثورياً لإنجاح الاصطفاف الشعبي الثوري بعيداً عن هرتلة المناكفات العبثية التي يغذيها مجموعة من الفشلة تريد أن تصادر الحاضر والمستقبل، وتوفر وقتاً إضافياً لفريق الانقلاب الذي خسر الشوطين أخلاقياً وميدانياً، وبدأت تظهر له أكثر من رأس بأكثر من دراجة!
إننا ندق جرس الإنذار، لا وقت لإضاعة الوقت، وصناعة الاصطفاف الشعبي خلف الثورة هو السبيل، وليس بالتشتت تحسم المعارك، ومعركتنا تراكمية الأجل والمجهود صفرية المبادئ، وتحتاج إلى كل جهد وكل بناء وكل إبداع وكل كيان واعٍ مخلص، فوحِّدوا الجهود، وليوقف المراهقون ثورياً اللطميات، فالطريق الثوري على المفترق، وبينه وبين ساعة صفر النصر الكامل أن نكون كلنا ثورة تمشى على الأرض، فلتكن الثورة للثورة، والسياسة للسياسة، وبذلك سنتنصر جميعاً!
(*) منسق حركة صحفيون من أجل الإصلاح