انتقد سياسيون عرب التقرير الصادر عن هيئة التحقيق البريطانية، والذي اتّهم جماعة الإخوان المسلمين بـ”التطرف واللجوء للعنف”، ووصفوه بأنّه “مسيس”.
سلمية الإخوان
انتقد مسؤول الأمانة السياسية لحركة “مجتمع السلم” المُقربة من جماعة الإخوان المسلمين، فاروق طيفور، إصدار بريطانيا التقرير، مشيراً إلى أن التقرير موجه وفق إستراتيجية استخدام وتوظيف البحوث والعلوم، لصالح فرض سياسات لا تمت للحقيقة بصلة.
وقال طيفور في بيان: بحثنا موضوع علاقة الإخوان المسلمين بفكر الإرهاب و”داعش” على الخصوص، وأثبتنا بالدليل العلمي سلمية الإخوان، وتهافت الاتهامات ضدهم من دون وجه حق.
كما أوضح أنّ المنطلقات الفكرية للإخوان بريئة من الفكر المُتوحش الذي تتبناه المجموعات الجهادية، بل وكانت ضحية له في بعض الأحيان، في علاقته بموقف التيار السلفي الجهادي من الإخوان المسلمين.
ولفت إلى أن النظام المصري الحالي يحاول تعميم صفة الإرهاب على الإخوان المسلمين في الداخل، مع السعي لتسويقها خارجياً، على الرغم من منهجهم السلمي في مواجهته، وكذا تأكيداتهم المتكررة على سلمية نهجهم في أكثر من مرة.
ضغط إقليمي ودولي
وقال عضو المكتب التنفيذي المُكلف بالثقافة والإعلام العجمي الوريمي لـ”العربي الجديد”: إنّ ضغطاً إقليمياً ودولياً مورس على الحكومة البريطانية من أجل وضع الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية، مبيّناً في الوقت نفسه أن ذلك الضغط فشل في مسعاه وتحقيق أهدافه، ولم يؤد إلى النتيجة التي كانوا يطمحون إليها.
الوريمي أوضح أنّ أطرافاً إقليمية وضعت في السابق الإخوان كمنظمة إرهابية، وكانت تتمنى أن تفعل الحكومة البريطانية بالمثل، ولكن التحريات البريطانية الدقيقة أثبتت أن هذه الاتهامات غير صحيحة، وأنّ هذا التصنيف ليس إلّا تصنيفاً سياسياً، تقف وراءه مصالح إقليمية.
وبيّن أنّ حركة الإخوان حركة عريقة كانت موجودة منذ الانتداب البريطاني، ونشاطها الاجتماعي وثقافتها ورموزها وأدبياتها معلومة من طرف الجميع، وكانت دائماً متواصلة مع المجتمع الدولي حتى من قبل الثورة المصرية.
رأي الجماعة
من جانبه، قال أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة المهندس محمد سودان: إن التقرير الذي أعلنته حكومة ديفيد كاميرون “متجنٍّ”.
وأضاف سودان: سنتوجه إلى المحكمة للرد على التقرير، من خلال مكتب الاستشارات القانونية المتعاقدين معه، متابعاً أن هناك تحركات سياسية أخرى نقوم بها من خلال التواصل مع قيادات حزب العمال، وأطراف سياسية أخرى ترفض وجهة النظر التي تتبناها حكومة كاميرون.
ولم يستبعد سودان تأثير ضغوط خليجية على حكومة كاميرون في الوصول لهذه النتيجة، قائلاً: كانت هناك ضغوط على الحكومة البريطانية وتحديداً من جانب الإمارات من خلال استغلال نفوذها الاقتصادي للتأثير على قرار الحكومة.
كما لم يستبعد سودان أن يكون دعم جماعة الإخوان المسلمين لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) سبباً رئيساً لإصدار التقرير بهذه الصورة.