وصف إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد، الاجتماعات التي يحضرها قادة أكثر من 50 دولة إسلامية في الرياض بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بـ”المباركة”، مشيراً إلى أنها تجمع الأشقاء، والأصدقاء.
وقال إمام الحرم في خطبة الجمعة (19 مايو 2017م) بالمسجد الحرام مخاطباً زعماء العالم الإسلامي: إنكم تجتمعون في القلب النابض للأمة العربية والإسلامية حاملة لواء الإسلام والاعتزاز بالدين، والذي يؤمن به هؤلاء القادة من العرب والمسلمين، فهي حاضنة مقدساتهم وخادمتها وراعيتهما والقائمة عليهما وهي الدولة التي تنتهج سياسة الحزم والعزم، وإعادة الأمل تقوم عليها حكمة القيادة والدولة وهي سياسة حزم وقوة وأمل يخدم الأمن الوطني فحسب، ولكنها تمثل أمن العرب والمسلمين أجمعين وهي رافدة الاستقرار للعالم كله.
وقال الشيخ ابن حميد: أيها القادة المجتمعون، ليس أشد منعة من الإسلام لأنه أساس شريعة هذه الدولة، ولله الحمد والمنة وقوتها والتفاف الناس حولها عرباً ومسلمين، ينبغي أن يكون الطرح واقعياً، وأن توضع النقاط على الحروف، والتأكيد أن التدخلات في المنطقة كان لها الأثر السيئ في تفاقم الصراعات الطائفية والدينية والقومية والعرقية وغلبة المصالح الجزئية والأحادية عليه.
وطالب إمام الحرم قمة الرياض بوضع حد للفوضى المسلحة والتي يقودها إرهابيون ووقودها شباب أغرار ومن ورائهم رعاة إرهاب مما ساعد الجماعات المتطرفة على سهولة الاستقطاب في مناطق الصراع والنزاع.
وأضاف إمام الحرم: أيها القادة المحترمون، ينبغي أن يعلم العالم أن أمة الإسلام أمة تعتز بدينها وهويتها وقيمها وثقافتها، أمة تقدر الإنسان وتكرمه وتقدر العلاقة الكريمة بين البشر، أمة تؤمن بالتنوع البشري والثقافي والحضاري وترى الناس شركاء في عمارة الأرض والتعاون مطلوب ومبذول اقتصادياً وسياسياً وكل ميدان يخدم هذا الهدف الكبير النبيل من أجل عمارة الأرض واستثمار مكوناتها ومخزونها لصالح البشر جميعاً، العدل والحق والصدق والسلام والمساواة والحوار البناء والتعاون والتسامح والتناصح هو أساس التعامل الصحيح، الآمن الراشد المصلح بين الأفراد والمجتمعات والأمم والدول.
وأكد إمام الحرم المكي أن أمة الإسلام تريد السلام الحق والحرية الراشدة في سيادتها وأوطانها ودولها وثرواتها وتقرير مصيرها واستقلالها في قرارها وتدبر شؤونها ومصالحها ومستقبلها ومستقبل أجيالها، وأن العلاقة بين الدول والأمم هي الندية والاحترام المتبادل والمحافظة على الأخلاق والقيم السامية وسلامة البيئة وتحقيق مفاهيم بشرية مشتركة، تُعظِّم المشتركات والكليات الجوامع بين البشر وتحترم الخصوصيات.
وأوصى الشيخ صالح بن حميد الناس بتقوى الله عز وجل، لافتاً إلى أن خير الناس من تواضع عن رِفعة، وعفا عن قُدرة، وأنصف من قوة، وزَهِد عن غنى، عرف حقه فلم يطلب أكثر منه، وعرف ما عليه فلم يقصّر فيه، يحب لأخيه ما يحب لنفسه، إذا غاب غائب تفقده، وإذا مرض مريض عاده، وإذا احتاج محتاج ساعده، دينه النصيحة، وخلقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يعلم أن العمر قصير، والباقي منه يسير، لا يضيع نفيس عمره بغير عمل، ولا يذهب أيامه من غير عوض.