هذه ليست المرة الأولى التي يشغل الحجاب، الرأي العام الغربي، ولن تكون الأخيرة، بهذه الكلمات استهلت صحيفة “ميدل إيست أي”، تقريرًا يتناول رفض الحزب الليبرالي الأسترالي حظر المسلمين المهاجرين، وفي نفس الوقت الدعوة إلى حظر ارتداء الأطفال أقل من 10 سنوات حجابًا.
فقد اعتبر التقرير أن الرسالة كانت واضحة: “نحن لا نمانع وجود المسلمين طالما نحن من نخبرهم كيف يكونون مسلمين”، مشيرًا إلى أن أوروبا بدورها كانت قد عبرت عن قلقها من فكرة “الأجساد المغطاة” في وقت سابق من هذا الشهر، فبحسب أحد التقارير فإن صاحب إحدى الملكيات في مارسيليا أجبر سيدة على دفع قرابة 600 دولار بعد ارتدائها “بوركيني” خلال سباحتها في حمام سباحة عام، ليدعي المالك أن حمام السباحة كان لابد أن يُنظف بعد استخدامها إياه.
أما بالنسبة لفرنسا، وإيطاليا، وبلجيكا، وهولندا، وأماكن أخرى فقد تم منع غطاء الرأس بالفعل في أماكن متنوعة، وعلى الرغم من عدم وجود حظر رسمي في أستراليا، إلا أنه كان موضوعًا متكررًا يشغل الرأي العام هناك على مدار الـ15 عامًا الأخيرة.
وأشار التقرير إلى أن حالة الجدل المثارة في أستراليا مؤخرًا تأتي بالتزامن مع دراسة عن “الإسلاموفوبيا” تم إصدارها الشهر الماضي، وتتناول الدراسة عدة جامعات في أستراليا، لتؤكد الأخيرة أن النساء اللاتي يرتدين الحجاب هن هدف واضح للهجمات المعادية للمسلمين، أو ما يعرف بـ”هجمات الإسلاموفوبيا”.
وتساءل التقرير: “ما الذي يجعل قطعة قماش تغطي رأس شخص تستدعي كل ذلك الجدل، أو تغطي رأس سيدة، أو سيدة مسلمة، أو رأس طفلة، أو رأس طفلة مسلمة؟”، مشيرًا إلى أنه كلما تعمق السؤال في التفاصيل كلما ازدادت اللهجة العامة احتقانًا وقلقًا، ليتطرق الرأي العام إلى كل شيء من الهجرة إلى الأمن إلى حقوق النساء.
ونوه التقرير بأن الحرب العالمية على الإرهاب، أججت فكرة “العدو بالداخل”، وهو ما حول الأجساد المغطاة ببساطة من علامة على عدم الحرية وتمسك بالماضي، إلى حالة من الشك وجنون “البارنويا” في مجتمع مهووس بمعرفة ما يخفيه الآخر، وبالتالي أصبحت الحرية على المحك ولابد من أن تظهر وجهك.
واستطرد: أن الحجاب الذي كان متهمًا يومًا بقمع النساء المسلمات في بلادهن، وأصبح الآن متهمًا لدى الغرب بقمع الجميع، بعد أن أصبح يعرف بأحد أعراض التطرف، رغم أنه ببساطة ليس تطرفًا يؤدي إلى الإرهاب، وإنما مجرد مدخل ثقافي يهدد صناعة أداوت التجميل في البلد.
المصدر: جريدة “المصريون”.