تواصل القصف الجوي والصاروخي المكثف والعنيف من قوات النظام السوري وروسيا على الغوطة الشرقية، في وقت ارتفع عدد القتلى خلال 24 ساعة إلى 113 مدنياً بينهم سيدة وأطفالها الأربعة، وبينما وصفت المعارضة السورية “الاعتداء الهمجي” على الغوطة بأنها “حرب إبادة” طالبت الأمم المتحدة بالتوقف الفوري عن قصف المدنيين وحذرت من خروج الوضع الإنساني عن السيطرة.
وقالت “الجزيرة”: إن ثلاثة قتلى مدنيين جدد سقطوا في قصف طائرات النظام لبلدة مسرابا بغوطة دمشق الشرقية، وأشارت إلى أن تصعيد قوات النظام لم يتوقف طوال الليلة الماضية وتواصل صباح اليوم.
وقد استخدمت طائرات النظام البراميل المتفجرة في قصفها على بلدات مسرابا وبيت سوا والزريقية وحرزما بغوطة دمشق الشرقية.
في حين أعلنت فصائل المعارضة المسلحة مقتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام خلال صدها هجوماً لهم على مواقعها في الغوطة الشرقية.
ومنذ أمس الإثنين شن سلاحا الجوي السوري والروسي عشرات الغارات على الأحياء السكنية في مدن وبلدات الغوطة الشرقية مثل سقبا وجسرين وحمورية، فضلاً عن القصف المدفعي؛ ما أدى إلى توقف المستشفى الميداني في مدينة سقبا عن الخدمة.
واكتظت مستشفيات الغوطة -التي تخضع لاتفاق خفض التصعيد- بالمصابين الذين زاد عددهم عن 300، بينهم الكثير من الأطفال، في منطقة تعاني نقصاً حاداً في المواد والمعدات الطبية جراء حصار محكم تفرضه قوات النظام عليها منذ عام 2013.
وتزامن التصعيد السوري والروسي مع إرسال تعزيزات عسكرية مكثفة تنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب العاصمة.
وعلى إثر هذا التصعيد، طالبت محافظة ريف دمشق والحكومة المؤقتة التابعتان للمعارضة السورية من هيئة التفاوض تعليق المفاوضات بهدف إنهاء التصعيد في الغوطة الشرقية وفك الحصار عنها.
وقالت: إن تصاعد القصف الهستيري للنظام تزامن مع تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بشأن تطبيق نموذج حلب على الغوطة الشرقية، وهذا يؤكد الخيار العسكري للنظام السوري وروسيا في الحل ولا يعيران أي اهتمام للمسار التفاوضي، وفق المعارضة.
وكان لافروف قال: إن تجربة إخلاء مدينة حلب من المسلحين يمكن أن تُطبق في الغوطة الشرقية، وأضاف -في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري عبد القادر مساهل- أن أي عملية عسكرية يجب أن تراعي النتائج التي يمكن أن تنعكس على الوضع الإنساني.
حرب إبادة
من جانبه، اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ومقره إسطنبول، روسيا بأنها “تريد دفن العملية السياسية” من خلال هذا التصعيد، وأضاف في بيان: لم تكن حرب الإبادة الجماعية ولا الاعتداء الهمجي أن يقعا على أهالي الغوطة لولا الصمت الدولي المطبق.
وفي الأثناء، طالبت الأمم المتحدة بالوقف الفوري لاستهداف المدنيين في الغوطة الشرقية، وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية بانوس مومتزيس الليلة الماضية في بيان: إن استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق يجب أن يتوقف حالاً، في وقت يخرج الوضع الإنساني عن السيطرة.
من جهته، نقل فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قلق العاملين في المجال الإنساني في سورية بشأن سلامة وحماية حوالي 400 ألف شخص محاصرين في الغوطة الشرقية، وقال: إن القصف المدفعي والقصف الجوي على دوما، الإثنين، قد أدى إلى مقتل 30 شخصاً، حسب التقارير التي اطّـلعت عليها الأمم المتحدة.
وكانت الأمم المتحدة قالت الأسبوع الماضي: إن سورية تشهد بعضاً من أسوأ المعارك خلال الصراع الذي اقترب من دخول عامه الثامن، مشيرة إلى أن سوء التغذية زاد بشدة في الغوطة لا سيما بين الأطفال.
وبدوره، دعا الاتحاد الأوروبي المجتمع الدولي إلى التحرك لإنهاء آلام الشعب السوري في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية، بالأسابيع الأخيرة، في محافظة إدلب والغوطة الشرقية بريف دمشق.
ودعا الاتحاد في بيان جميع أطراف النزاع إلى إنهاء العنف، وحماية الشعب السوري، وفق القانون الإنساني الدولي، مشيراً إلى ضرورة مشاركة المعنيين بعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
قصف التحالف
وفي تطور آخر، نقل مراسل “الجزيرة” عن مصادر محلية سورية مقتل 16 شخصاً، بينهم 10 من عائلة واحدة أطفالاً ونساء قُـتلوا في غارات للتحالف الدولي على بلدة الهجين بريف دير الزور الشرقي.
وأضافت المصادر أن القتلى كلهم نازحون من مدينة موحسن بريف دير الزور، وأن معارك بين ما تعرف بين بقوات “سورية الديمقراطية” المدعومة من التحالف الدولي و”تنظيم الدولة” شهدتها أطراف المناطق المتبقية لـ”تنظيم الدولة” من ريف دير الزور الشرقي.
المصدر: “الجزيرة نت”.