– الخطيب: هناك عائلات في غزة تعيش على أمعاء الدجاج بسبب شدة الفقر والجوع
في وسط مدينة غزة التي أنهكها الحصار الصهيوني المتواصل منذ عقد من الزمن، يشد العشرات من الفقراء يومياً الرحال لأول تكية أقيمت في غزة، من أجل الحصول على وجبات الإفطار خلال شهر رمضان المبارك، بعد أن عجزوا عن توفيرها في ظل الحصار الخانق المفروض على غزة، ويتحول مقر التكية المتواضع، وهي شبيه بالمطعم كل يوم إلى خلية نحل مع غروب كل يوم في شهر رمضان المبارك، حيث يتم توزيع الوجبات على الفقراء والمحتاجين.
ويقول الشيخ حسن الخطيب، مدير تكية غزة هاشم، لـ “المجتمع”: نحن نقدم على الرغم من قلة الإمكانيات يومياً خلال شهر رمضان المبارك وجبات إفطار لنحو 100 عائلة فقيرة، وذلك حسب الإمكانيات التي تتوافر للتكية من خلال المتبرعين، وذلك بهدف التخفيف من معاناة الناس هنا في غزة.
وأشار الخطيب إلى أن تكية غزة هاشم أنشأت على غرار تكية سيدنا إبراهيم الموجودة منذ آلاف السنين في مدينة الخليل بالضفة المحتلة، وجاءت فكرة هذه التكية من أجل سد جوع الكثير من الأسر الغزية، والتي باتت تأكل أمعاء الدجاج من شدة الجوع بسبب الحصار.
وأكد الشيخ الخطيب والدموع تسيل من عيناه من شدة الحصار والعوز الذي يواجه غزة ومعاناة الناس التي يراها يومياً، أن هناك أسراً في غزة تصارع الموت من الجوع، وعلى الأمة الإسلامية ألا تترك غزة وحدها تلقى مصيرها في وجه هذا المحتل الذي يحاصرها منذ أكثر من عقد من الزمان.
وأوضح الخطيب أن هذه التكية تمول من أهل الخير في غزة، مهيباً بالأمة العربية والإسلامية بعدم ترك غزة وحدها تموت جوعاً.
من جانبه، قال المتطوع في تكية غزة نبيل المدهون الذي يعمل طباخاً في التكية، لـ”المجتمع”: في الماضي كنا في التكية نقوم بإعداد وتوزيع حوالي 2500 وجبة على الفقراء والمحتاجين، ولكن تراجع عدد هذه الوجبات حالياً إلى 100 – 150 وجبة يومياً بسبب شح الإمكانيات ومصادر التمويل.
وأكد المدهون أنه في الماضي قبل شهر رمضان كنا نقدم وجبتين أسبوعياً لمئات الأسر في أيام الإثنين والجمعة، واقتصرت على أيام الجمعة مؤخراً لقلة التمويل.
وأوضح المدهون أن ما يميز تكية غزة هاشم أنها تقدم وجبات متنوعة للفقراء طيلة شهر رمضان المبارك، ويتم اختيار الأشخاص المستفيدين من التكية عبر لجنة زكاة غزة.
وتشير تقارير فلسطينية إلى أن نسب الفقر في قطاع غزة ارتفعت بسبب الحصار “الإسرائيلي” إلى أكثر من 70%، وأن هناك 90% من الأسر الفلسطينية تعاني من انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير.
وكانت المؤسسات الإغاثية في غزة وجهت نداء استغاثة بإنقاذ غزة من براثن الحصار “الإسرائيلي” الذي عصف بكافة جوانب الحياة في غزة.