اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب السبت أن يُقدّم حمايةً موقّتة للأشخاص الذين وصلوا إلى الولايات المتّحدة بطريقة غير شرعيّة عندما كانوا أطفالاً، وكذلك لمجموعات أخرى من المهاجرين الذين يُواجهون التّرحيل، وذلك في مقابل أن يُموّل الكونغرس الجدار الحدودي المثير للجدل مع المكسيك.
وهذا المقترح الذي قدّمه ترمب في خطاب متلفز، يهدف بحسب الرئيس الأمريكي إلى “الخروج من مأزق” الشّلل الذي يسود قسمًا من الإدارات الفدراليّة منذ نحو شهر تقريبًا.
وقال ترمب: إنّ المعنيّين بمقترحه هم 700 ألف شخص يُعرفون بـ”الحالمين”، وهي تسمية خاصّة بالمهاجرين في وضع غير قانوني الذين وصلوا إلى الولايات المتّحدة قاصرين. كما يشمل المقترح 300 ألف مهاجر آخرين، بعد انتهاء الوضع الخاصّ الذي كان يحميهم في الولايات المتّحدة.
واعتبر ترمب أنّ هذه التنازلات “ستعمل على بناء الثقة والنوايا الحسنة اللازمة لبدء إصلاح حقيقي لـ(ملفّ) الهجرة”.
غير أنّ رئيسة مجلس النوّاب الديموقراطيّة نانسي بيلوسي رفضت مقترح ترمب، معتبرةً أنّ ما تمّ تقديمه على أنّه تنازل رئاسي لا يعدو كونه “تجميعًا لمبادرات عدّة تمّ رفضها في السابق”.
ويرفض الديموقراطيّون أن يتمّ منح مبلغ 5,7 مليار دولار الذي يطلبه ترمب لبناء جدار حدودي مع المكسيك تنفيذًا لأحد الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابيّة.
في المقابل، اعتبر الجمهوري ميتش ماكونيل زعيم الغالبيّة في مجلس الشيوخ، أنّ مقترح ترمب “قرار شجاع” من الرئيس “من أجل إعادة فتح الإدارات، وتأمين الحدود والعمل بطريقة غير حزبيّة لمعالجة القضايا الحاليّة المتعلّقة بالهجرة”، مشيرًا إلى أنه يعتزم عرض المقترح الرئاسي للتصويت.
وكان ترامب وَعَد بإصدار “إعلان مهمّ” السبت في شأن الإغلاق الجزئي للحكومة الفدراليّة المستمرّ منذ أكثر من شهر، والذي تسبّب به الانقسام السياسي الحادّ حول مشروع الجدار مع المكسيك.
وكتب ترمب على “تويتر”: سأصدر إعلاناً مهمًا في شأن الأزمة الإنسانيّة على حدودنا الجنوبيّة والإغلاق (الحكومي) بعد ظهر غد الساعة الثالثة (بالتوقيت المحلّي)، مباشرة من البيت الأبيض.
ونشر ترمب مساء الجمعة على “تويتر” فيديو شدد فيه على ضرورة أن “تؤمّن” الولايات المتحدة حدودها الجنوبية.
وقال: يعلم الجميع الآن أن حدودنا الجنوبية تشهد أزمة إنسانية، وهي أزمة أمن قومي أيضاً.
واعتبر أن هذا الوضع مستمر “منذ عقود”. ورأى أن الوضع “يزداد سوءاً لأن الكثير من الناس يريدون الدخول إلى بلدنا”.
ووجه ترمب نداءً للديموقراطيين الذين استعادوا السيطرة على مجلس النواب في بداية يناير، قائلاً “لنُبعد السياسة من كلّ ذلك، لنذهب إلى العمل ولنجد اتفاقاً”.
تصلّب
أمل ترمب صباح السبت في أن تتمكن بيلوسي من “التقدّم وإدراك ما يعرفه العالم أجمع (…) وهو أنّ الجدران تنفع، ونحن بحاجة إلى جدار”.
وهذا التصلب المتبادل من الجانبين أدى منذ 22 ديسمبر إلى إغلاق حكومي جزئي شلّ الإدارات الفدرالية، بسبب عدم إقرار ميزانية في الكونجرس.
وأثّر هذا الإغلاق على 800 ألف موظف فدرالي لم يتلقوا رواتبهم، فيما اضطر جزء آخر إلى العمل بلا راتب.
ويُفترض أن يتلقّى هؤلاء رواتبهم في نهاية الإغلاق، لكن بانتظار هذه النهاية فإنّهم يُواجهون صعوبات جدّية في دفع فواتيرهم وقروضهم أو حتّى شراء حاجاتهم الغذائية.
والسبت، كتب السناتور الجمهوري ميت رومني على تويتر “لم تعد مشكلة جدار. إنها مشكلة رواتب يتجاهلها الكونغرس. صوتوا على قوانين مجلس النواب وادرجوا الجدار في الموازنة المقبلة”.
في خطاب رسمي من البيت الأبيض في 8 يناير، توجّه الرئيس إلى الأميركيين بالقول إنه يحدّثهم “لأننا نشهد أزمة إنسانية وأمنية متنامية على الحدود الجنوبية”. وحذّر من المهاجرين غير الشرعيين الذين يتسببون بإهراق “الدماء الأميركية”.
وصباح السبت، هاجم ترمب السلطات المكسيكية مجددًا، متحدثًا عن “قافلة” من المهاجرين انطلقت من أمريكا الوسطى نحو الولايات المتحدة، على غرار قوافل أخرى في الأشهر الأخيرة.
وعبر 2000 مهاجر من أمريكا الوسطى، أكثرهم من الهندوراس، بطريقة غير شرعية الجمعة الحدود بين جواتيمالا والمكسيك.
وغادرت قافلة جديدة الثلاثاء مدينة سان بدرو سولا في الهندوراس وتتقدم بمجموعات منفصلة.
وهذه ثالث قافلة تخرج من هذا البلد منذ مغادرة أوّل موكب في 13 أكتوبر والذي ضمّ نحو سبعة آلاف شخص.