يشتكي الكثير من المغردين من عدم قدرتهم على السيطرة على أنفسهم عندما يتعلق الأمر باستخدام “تويتر”، من تغريدة إلى إعادة تغريد، ومن المعارك والتراشق إلى محاولة زيادة المتابعين، يجد المستخدم نفسه في حلقة مفرغة.
في ورقة نشرتها مجلة “سايكولوجي توداي”، يشرح الأستاذ المساعد في الطب النفسي بكلية الطب في جامعة براون، جودسون برور، أن “تويتر” يدخل في عمليات التعلم الغريزية التي تعتمد على المكافأة الطبيعية: المحرّك، السلوك، المكافأة.
عند تطبيق هذه القاعدة على “تويتر” نجد الترتيب التالي: تأتيكم فكرة أو شيء مضحك (المحرّك)، تغردون بها (السلوك)، ثم تتلقون الإعجاب وإعادة التغريد مرات عديدة (المكافأة)، هذه العملية التعليمية تتسبب في اندفاع الدوبامين في مراكز المكافأة في الدماغ المعروفة باسم “النواة المتكئة” (Nucleus Accumbens).
كلما فعلنا ذلك، يجري تعزيز هذا السلوك، استناداً إلى غريزة البقاء التي تساعدنا على تذكر مكان الطعام، فإن أدمغتنا تتعلم الآن حلقة جديدة من حالات البقاء على قيد الحياة: يمكننا حتى قياس أهميتنا من خلال عدد مرات الظهور وإعادة التغريد والمتابعين الذين لدينا.
يأتي الجانب الضار من “تويتر” بالشكل نفسه؛ نشعر بالغضب من تغريدة شخص ما، يصرخ دماغنا “افعل شيئاً”، فنرسل تغريدةً مليئة بالغضب لهذا الشخص.. العملية التعليمية الأساسية ذاتها، لكن المكافأة تأتي هذه المرة في شكلين:
1- المكافأة الذاتية (نعم، لقد انتصرت عليه)،
2- المكافأة من الآخرين (نعم، لقد انتصرت أنت عليه)، وقد تحصلون على هذه الاستجابة من خلال “لايك” أو إعادة تغريد، وكل هذا يعني جرعة جديدة تندفع إلى مركز المكافأة في دماغكم.
ليس هذا فقط، بل هناك مجموعة من الأتباع/ المتابعين يشاركوننا وجهة نظرنا الخاصة للعالم، ونريد أن نستهدف شخصاً معيناً، يمكننا أن نرسل تغريدة سيئة ونراقب بسعادة عندما يتفاعل “المتصيدون”، وتغذية حالة جنون لتدمير العدو الضحية.
بهذه الطريقة تم تخويف عدد لا يحصى من الناس في وسائل التواصل الاجتماعي وليس فقط في “تويتر”.