– عنصرية ترمب إزاء المسلمين والأقليات ساهمت في تأجيج الأوضاع
– التضامن وردود الأفعال العالمية رسمياً وشعبياً تجاه الهجوم كانت رائعة للغاية
– هناك مواقف متقدمة مثل تركيا وقد قدمت موقفاً مشرفاً
– في الكويت أيضاً كان هناك تعميم على المساجد لإقامة صلاة الغائب
– مصر قائدة العلم والفن والتعليم لكنها للأسف في تراجع
– الحراك في الجزائر نموذج راقٍ نحيي الشعب الجزائري عليه
– الأمة لن تنهض إلا في أجواء عزة وكرامة ومشاركة شعبية حقيقية
– موقف حكومة نيوزيلندا مشرف جداً
قال المفكر الإسلامي طارق سويدان: إن هجوم نيوزيلندا جاء محصلةً من خلال تأجيج “الإسلاموفبيا” عبر الإعلام الغربي الصهيوني.
وأضاف السويدان، في مقابلة مع “الأناضول” بمدينة إسطنبول، أن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب العنصرية تجاه المسلمين وتجاه الأقليات كانت مساهمة في تأجيج هذه النزعة.
وحول ردود الأفعال العالمية إزاء الهجوم، شدد على أن رد الفعل العالمي على الصعيدين السياسي أو الشعبي، كان إيجابياً جداً.
واعتبر أن ردود الفعل الشعبية في العالمين العربي والإسلامي كانت رائعة جداً، وهذا يدل على مشاعر الوحدة الإسلامية الأصيلة التي تعبر عن متانة الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وحول مواقف الدول إزاء الهجوم الإرهابي، أضاف: المواقف تختلف من دولة إلى أخرى، فهناك مواقف متقدمة مثل تركيا، وهي قدمت موقفاً مشرفاً، وفي الكويت أيضاً كان هناك تعميم على المساجد لإقامة صلاة الغائب.
وعن موقف حكومة نيوزيلندا من الهجوم، تابع أنه موقف مشرف جداً، وأنا اطلعت على تفاصيل المؤتمر الذي عقدته رئيسة الوزراء، وتفاصيل المؤتمر الصحفي لرئيسة الشرطة المسلمة النيوزيلندية.
ورأى أنه حينما نرى موقفاً مشرفاً، ينبغي أن نقول للمحسن: أحسنت وللمسيء أسأت، كما كان موقفنا من حكومة الدنمارك في قضية الرسومات سيئاً، فينبغي أن نقول لحكومة نيوزيلندا أحسنت، لموقفك المشرف السليم.
وأشار إلى أن موقف نيوزيلندا شفا الصدور، وهي استطاعت أن تمتص الغضب، بمثل هذه المواقف، الأحداث التي حدثت في نيوزلندا آلمت الجميع، والمتطرفون موجودون في كل مكان، وهي تصرفات فردية وليست ممنهجة.
وأضاف أن رسالة الناس في نيوزيلندا إلى المسلمين في تعاطفهم كانت ممتازة، فرب ضارة نافعة.
ودعا إلى تقليل الصوت السيئ من قبل الطرفين، معتبراً أن التطرف والإرهاب ليس ممنهجاً، وإنما تصرفات فردية.
وقال: رغم ألمنا الشديد مما حدث، فإنها كانت لصالح الإسلام والمسلمين، فرب ضارة نافعة.
وحول الأوضاع في مصر، أكد السويدان أن مصر أساس الأمة العربية، وهي قائدة العلم والفن والتعليم، لكن للأسف مع عهود الاستبداد المتتالية تراجعت كثيراً، وما زالت في تراجع.
وشدد على أن تطلعات الشعب المصري في 25 يناير (2011) تم إجهاضها، والمسألة تزداد سوءًا، ولا أظن وجود حل قريب بالأفق، إلا أن يحدث الله أمراً غير متوقع.
وأكد أن الأمة الإسلامية محتاجة إلى مصر، ومحتاجة أن تتغير مصر نحو الأحسن، حتى ترجع إلى الريادة من جديد، لأن مصر أصبحت اليوم على هامش الأحداث، لا يوجد لها أي دور في أحداث المنطقة كلها، ولا يجوز أن تكون هكذا.
وحول الحراك الشعبي الجديد في الشارع العربي، شدد على أن الثورات في الحقيقة ليست هدفاً، وإنما التغيير المطلوب، نحن لا نريد العنف ونتمنى أن تبقى بلادنا مستقرة ومتطورة، وأن يفهم السياسيون أن الشباب والشعوب لديهم طموحات عالية، والاستبداد وقف حجر عثرة أمام الطموحات والنجاح.
وأردف المفكر الإسلامي قائلاً: الثورات قامت من أجل الكرامة والعزة، وللأسف النجاح كان محدوداً، وكان قليلاً جداً، ونتمنى أن يتحسن هذا النجاح.
وحول حراك الجزائر، دعا السويدان الشعب الجزائري، الذي عرف المعادلة، أن يحاول قدر المستطاع تقديم نموذج لثورة سلمية، ورفض أن تدار إلا بالطريقة التي يرتديها الشعب.
واعتبر أن الحراك في الجزائر نموذج راقٍ نحيي الشعب الجزائري عليه، ونتمنى كما استجاب (الرئيس الجزائري عبدالعزيز) بوتفليقة و(الرئيس السوداني عمر) البشير لشعوبهم، أن تستجيب باقي الأنظمة لطموحات شعوبهم ويتوقفوا عن تعديل الدساتير على مقاساتهم وأن يمددوا لحكم العسكر.
وأكد أنه آن الأوان أن تنهض أمتنا نحو التنافسية العالمية، وهذا لا يمكن حدوثه إلا في أجواء عزة وكرامة ومشاركة شعبية حقيقية ديمقراطية.
وأشار إلى أن أمتنا بدأت تعي الدرس، وهناك إخفاقات ورجوع، لكن تشكلت حالت وعي، وهي بداية للتغيير الحقيقي، ونتمنى أن يعم ذلك على الجميع.
واستهدف هجوم إرهابي مسجدين بمدينة “كرايست تشيرتش”، الجمعة الماضية أثناء الصلاة، راح ضحيته 50 مصلياً وإصابة 50 آخرين، حسب أحدث البيانات الرسمية، فيما تمكنت السلطات من توقيف المنفّذ، وهو أسترالي يدعى بيرنتون هاريسون تارانت.