اطلعت على لقطات متفرقة من مسلسل وثق حياة الفنان المصري إسماعيل يس، وصدمت عندما رأيت كيف هي حياته، فقد عاش بين الذل والهوان، ذلك الفنان الكبير الذي أضحك الملايين، وامتلأت شاشات السينما بلوحات أفلامه في العالم العربي، وعشنا نتابع أفلامه صغاراً، كنا نظن أنه عاش ملكاً لكثرة تلك الأفلام، إلا أنه كان يعمل “مونولوجيست” في الكازينوهات بأزهد الأسعار ليحصل على لقمة عيشه، وكانت شركات الإنتاج الفني تتعامل معه بامتهان بعكس كبار الممثلين الآخرين الذين كان لوجوده معهم أثر في نجاح أفلامهم.
ولما مرض لم يجد من يدفع له رسوم العلاج، فكانت مبادرة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، يرحمه الله، بالتكفل بعلاجه.
وكما قيل.. عاش ذليلاً، ومات مفلساً.
لقد امتهن العديد من الممثلين أنفسهم باسم الفن لحب الظهور أو لأجل لقمة العيش، رغم أنها متاحة بأماكن أخرى أكثر احتراماً لهم، فتجد الممثلين الكبار “يتمسخرون” من الممثلين الصغار، وخلعت بعض الممثلات الحياء باسم الفن، وانتزعت القيم من أعمالهم الفنية.
كتبت قبل يومين الزميلة دلال العياف في الصفحة الفنية موضوعاً بعنوان «قتل وانتحار ومرض.. نهايات مفجعة للفنانين»، ذكرت فيها نماذج من الفنانين الذين انتهت حياتهم بمأساة، ولم يستمتعوا بأموالهم، وهذه نماذج منهم:
٭ المخرج نيازي مصطفى، مات مقتولاً.
٭ الفنانة وداد حمدي، ماتت مقتولة ومفلسة، وحياتها شبيهة بإسماعيل يس، فكانت أدوارها خادمة ممتهنة.
٭ الفنان عبدالحليم حافظ، أصيب بالوباء الكبدي وتوفي.
٭ الفنانة سعاد حسني، عاشت مريضة بقية حياتها، وحملت معها أسراراً كثيرة، فكان مصيرها الانتحار بسبب الاكتئاب، أو القتل بسبب تلك الأسرار.
٭ الفنان أنور وجدي، تمنى أن يكون عنده مليون جنيه حتى لو فقد صحته، فكان له ما أراد، وعاش مريضاً فترة طويلة حتى توفي.
٭ الفنان عماد حمدي، أصيب بحالة اكتئاب، وتوفي مفلساً.
٭ الملحن بليغ حمدي، أصيب بالوباء الكبدي وتوفي.
٭ الفنان عمر الشريف، أصيب بمرض الزهايمر، وقضى بقية حياته في دار المسنين حتى توفي.
٭ الفنان سعيد صالح، توفي مريضاً ومفلساً.
وهناك عشرات الفنانين الذين أصيبوا بأمراض مختلفة، وأدمنوا المخدرات، واعتزلوا الفن، منهم من توفي، ومنهم من لا يزال يعاني.
ولعلها رسالة استذكار لكل من يعمل في هذا المجال، أن يضع الله بين عينيه، ويجعل الدنيا بين يديه، ولتكن لكل فنان بصمة إيجابية في حياته، وتكون له خبيئة مع الله عز وجل، مع تذكر أن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.
وبحمد الله، فإن معظم فناني الكويت يتمتعون بخلق جميل، ولا يقبلون بالدنية، ولا يقبلون بالإساءة للمجتمع الكويتي، ولا لقيم الإسلام، فلنجعل هذه سمة كل فنان كويتي، قبل أن يفوت الفوت.
_____________________________
يُنشر بالتزامن مع صحيفة “الأنباء” الكويتية.