“لا نستطيع أن نتعامى عن الكارثة الإنسانية في إدلب”.. عنوان افتتاحية صحيفة تليجراف البريطانية اليوم الخميس انتقدت خلالها السلبية الغربية تجاه الأوضاع المتدهورة في المحافظة السورية.
وأضافت: “القوات الموالية للديكتاتور بشار الأسد تواصل هجومها على واحد من آخر جيوب مقاومة حكمه الوحشي”.
وتابعت: “على مدار سنوات، ظلت محافظة إدلب خارج قبضة النظام السوري رغم استعادته لمناطق أخرى في كل مكان”.
وأضحت إدلب وطنا لملايين اللاجئين خلال السنوات الأخيرة.
بيد أنهم الآن يقبعون تحت وطأة حصار يوصف بأنها “المعركة الأخيرة للحرب الأهلية السورية”.
وواصلت الصحيفة البريطانية: “إنها لحظة خطيرة، حيث هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء بشن هجوم وشيك ضد قوات الأسد إذا لم تنسحب قبل نهاية فبراير من المواقع التركية في سوريا”.
وأشارت الافتتاحية إلى أن تركيا ترتبط بمصالح معقدة في سوريا تتعلق بتدخلها في شمال سوريا ودعمها لجماعات ثورية إسلامية في إدلب وعدم رغبتها في استقبال فيض جديد من اللاجئين.
وأردفت: “وفي ذات الأثناء، يستمتع الأسد بالدعاية المروجة لانتصار السيطرة على مناطق الثوار”.
ولفتت أنه ليس من المرجح أن يعدل الأسد عن هجومه واغتنام فرصة استعادة إدلب للأبد لا سيما وأنه يحظى بدعم من روسيا وإيران.
وواصلت: “حتى لو تم تفادي الصراع بين سوريا وتركيا، يظل الوضع بائسا حيث لاذ مئات الآلاف من الأشخاص بالفرار، واضطر اللاجئون إلى النوم في العراء في ظروف طقس ثلجية، ولا تستطع عمليات الإغاثة استيعاب كل هذا العدد علاوة على قصف يستهدف المدارس والمستشفيات وقوافل اللاجئين.
ومضت تقول: “منذ الهزيمة العسكرية التي تلقاها تنظيم داعش، أصبح الموقف المهيمن للغرب تجاه الأزمة في سوريا هو اللامبالاة”.
وزادت قائلة: “يبدو أن بشار الأسد استطاع تأمين سلطته، كما تلاشت كافة أحاديث التدخل الغربي”.
واختتمت الافتتاحية متسائلة: “ولكن هل نظل سلبيين حقا في الوقت الذي تتحول فيه أزمة إدلب إلى كارثة إنسانية؟”.