قال البنك المركزي الألماني، في تقرير شهري اليوم الاثنين، إن اقتصاد ألمانيا يمر بركود حاد، ومن المستبعد أن يكون تعافيه سريعا نظرا لأن الكثير من القيود المرتبطة بفيروس كورونا قد تظل قائمة لفترة طويلة.
توقف أكبر اقتصاد أوروبي توقفا شبه تام في ظل إغلاق شامل منذ منتصف مارس/ آذار بسبب فيروس كورونا، وإن كانت بعض النقاشات بدأت تدور بخصوص تخفيف القيود في الأسابيع المقبلة.
وقال البنك المركزي، وفقا لوكالة “رويترز”، إنه “من المرجح أن تستمر قيود كبيرة لحين العثور على حل طبي، من قبيل لقاح.. لهذا السبب، فإن تعافيا اقتصاديا سريعا وقويا يبدو مستبعدا في الوقت الحالي”.
ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 7.5 بالمئة هذا العام، في حين تتباين التوقعات المستقلة تباينا كبيرا، ويشير معظمها إلى ركود أشد من ركود 2009، عندما انكمش الاقتصاد أكثر من خمسة بالمائة.
وقال البنك إن أرقام الربع الأول من العام تأثرت تأثرا شديدا بالفعل، لكن الربع الثاني سيكون أسوأ، مشيرا إلى انخفاض حاد في إنتاج السيارات واستهلاك الأُسر، مضيفا أن سياسات التيسير المالي والنقدي ستدعم التعافي.
وتوقع البنك أن ينخفض التضخم بشدة في الأشهر المقبلة مع انتقال أثر أسعار النفط المنخفضة سريعا إلى المستهلكين.
تخفيف القيود
وتبدأ اليوم، الاثنين، العديد من المتاجر فتح أبوابها في المرحلة الأولى من عملية طويلة لخروج البلاد من العزل، إذ بات فيروس كورونا تحت السيطرة فيها، وفقا لوزير الصحة ينس شبان.
ووفقا لوكالة “فرانس برس”، فقد بات بإمكان محلات بيع الأغذية والمكتبات ووكلاء السيارات التي تقل مساحة متاجرها عن 800 متر مربع استقبال الزبائن.
وتعدّ هذه المرحلة الأولى ضمن استراتيجية أنجيلا ميركل وقادة مقاطعات البلاد الـ16 لإخراج البلاد من العزل.
وتنوي المستشارة، التي أشاد الألمان بإدارتها للأزمة، إعطاء دفع للاقتصاد الذي دخل في فترة ركود في آذار/مارس، ويتوقع أن تستمر لبضعة أشهر.
وحذرت ميركل من أن “النجاح المرحلي هذا” يبقى “هشا”، بعدما بقيت هي في العزل في منزلها لأسبوعين إثر معاينة طبيب لها تبين لاحقا أنه مصاب بفيروس كورونا الجديد.
وأعلن أرمين لاشيت، الأوفر حظاً لخلافة المستشارة الألمانية والرئيس الحالي لحكومة رينانيا، شمال فيستفاليا (غرب)، الأكثر تضررا من الوباء، أنه “لن نتمكن من العودة إلى نمط عيشنا السالف في مستقبل قريب. تبقى المسافة والوقاية قواعد حياتنا اليومية”.
وبالتالي تنوي ألمانيا رفع القيود الاجتماعية المطبقة منذ شهر تدريجياً، ولن تفتح المدارس أبوابها قبل الرابع من أيار/مايو، بدءا بالتلاميذ الأكبر سنا. وفي بافاريا، المقاطعة الأكثر تضررا بالوباء، ستستأنف الدراسة في 11 منه.
ولن تفتح محلات تصفيف الشعر أبوابها قبل الرابع من أيار/مايو، في حين ستبقى محلات التدليك والتجميل والوشم مقفلة، كما تبقى المراكز الثقافية والحانات والمطاعم – باستثناء خدمات التوصيل – كما الملاهي والملاعب الرياضية مغلقةً أيضاً.
وتمنع التجمعات الكبرى، كالحفلات الغنائية والمسابقات الرياضية، حتى 31 آب/أغسطس على الأقل.