استنكر الجيش الليبي تصريحات لرئيس النظام المصري الحالي عبدالفتاح السيسي، قال فيها: إن “سرت والجفرة خط أحمر”، وعدّها “إعلاناً واضحاً للحرب وتدخلاً سافراً” في شؤون ليبيا.
جاء ذلك في تصريح للعميد عبدالهادي دراه، الناطق باسم “غرفة عمليات سرت الجفرة” التابعة للجيش الليبي، نشرته الصفحة الرسمية للغرفة.
وقال دراه: “تصريحات السيسي بأن سرت والجفرة خط أحمر حسب وصفه هو تدخل سافر في شؤون بلادنا، ونعتبره إعلاناً واضحاً للحرب على ليبيا”.
وأضاف: “قواتنا البطلة عازمة على تكملة المشوار وتحرير كامل المنطقة من مليشيات الكرامة الإرهابية (مليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر) ومرتزقتهم وداعميهم”.
وفي كلمة متلفزة عقب تفقده وحدات من القوات الجوية بمحافظة مطروح (غرب)، المتاخمة للحدود مع ليبيا، السبت، ألمح السيسي إلى إمكانية تنفيذ جيش بلاده “مهام عسكرية خارجية إذا تطلب الأمر ذلك”، معتبراً أن أي “تدخل مباشر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية”.
وقال السيسي مخاطباً قوات الجيش: “كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا، أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا”.
وأضاف: “تجاوز (مدينتي) سرت (شمال وسط ليبيا) والجفرة (جنوب شرق طرابلس) خط أحمر”.
واعتبر أن “أي تدخل مباشر من الدولة المصرية (في ليبيا) باتت تتوفر له الشرعية الدولية، سواء بحق الدفاع عن النفس، أو بناءً على طلب السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة في ليبيا وهو مجلس النواب (طبرق)”.
وتعتبر الأمم المتحدة الحكومة الليبية برئاسة فائز السراج، السلطة الشرعية المعترف بها دولياً في ليبيا.
ونددت الحكومة الليبية، أكثر من مرة، بما قالت: إنه دعم عسكري تقدمه كل من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا لعدوان مليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، الذي بدأ في 4 أبريل 2019.
ومع تراجع مليشيا حفتر وخسارتها كامل الحدود الإدارية لطرابلس وأغلب المدن والمناطق في المنطقة الغربية أمام الجيش الليبي، طرحت مصر مؤخراً، ما يسمى “إعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية”، غير أنه قوبل برفض قاطع من الحكومة الليبية ودول أخرى.
وحتى الساعة 17:25 ت.ج، لم يصدر تعقيب فوري من الحكومة الليبية على تصريحات السيسي، لكن مسؤولين فيها سبق أن انتقدوا الاصطفاف المصري إلى جانب مليشيا الانقلابي حفتر، واستنكروا الدعم العسكري المتصاعد له من قبل القاهرة.
ومؤخراً، حقق الجيش الليبي انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، ومدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.