«اللهم اشف الشيخ صباح الأحمد أمير البلاد شفاءً لا يغادر سقماً».
الذي يتابع الصحف الكويتية اليومية ووسائل الإعلام المختلفة هذه الأيام يشعر للوهلة الأولى أن الفساد ينخر في جميع المجالات في الكويت، وأن كثيراً من السكان متورطون في الفساد وفي قضايا الفساد!
ولو تتبعت الأحداث لوجدت الأمر مبالغاً فيه، ولا يخلو من الإثارة الصحافية! صحيح أن المباحث نشطة هذه الأيام ولعل هذا النشاط من تداعيات النهج الجديد لحكومة صباح الخالد ووزير داخليته، لكن المبالغة في الأرقام والمبالغ المنهوبة أضرت بالإنجاز الجميل للأجهزة الأمنية، وشوهت صورة المجتمع الكويتي المحافظ كما شوهته سابقاً المسلسلات الرمضانية التي أوحت للمشاهدين أن مجتمع الآباء والأجداد كان مجتمعاً مليئاً بالظلم والقهر والاستبداد والتفكك الأسري، واليوم تأتينا وسائل الإعلام لتوحي لنا بأننا نعيش في مجتمع سيطرت عليه شهوة المال والسطوة من كل جانب! حتى أمانة الأوقاف الإسلامية والكثير من اللجان الخيرية لم تنجُ من هذا الوضع المشين! فإن حدث وأساء التصرف أحد العاملين في أمانة الوقف جاءت بعض الصحف وبعض الكتّاب الانتهازيين ليعمموا هذا الوضع على جمهور العاملين في هذه المجالات، أما اللجان الخيرية فحدّث ولا حرج، حيث تخصص بعض الكتّاب الذين يقتاتون على تشويه عملها الجبار الذي لا تغطيه الشمس، بالطالعة والنازلة من أجل إبراز دور لجنته الخيرية!
الكويت ما زالت بخير..
وما يحدث اليوم ليس كشف الغطاء عن الوجه السيئ للمجتمع الكويتي، أبداً، بل وضع اليد على فساد محدود كان يمكن أن يدمرنا لو لم نبادر بكشفه اليوم قبل فوات الأوان.
الكويت ما زالت بخير..
عيوبنا ما تشيلها البعارين صحيح، لكن الديمقراطية والبرلمان والانتخابات صمام أمان لتقليل آثارها السيئة وتحجيمها، قد ما تكون ديموقراطيتنا كاملة، قد ما يكون مجلس الأمة هو المجلس الذي نريد، قد ما يكون قانون الانتخابات هو المناسب، لكن وجودها يوصلنا إلى الوضع المثالي الذي نبحث عنه، ومنها نبدأ التغيير إلى الأفضل.
الكويت ما زالت بخير..
الحريات العامة في تراجع صحيح، وحرية الرأي تمر بمنحدر خطير بسبب قانون المرئي والمسموع، لكن وجود تحرك ووعي مجتمعي لتعديل هذا القانون وإعادة هامش الحريات إلى مستوى جيد يجعلنا نتفاءل في المستقبل ونستبشر خيراً بمجتمع يدرك أهمية حرية الكلمة ويدافع عنها.
الكويت ما زالت بخير..
نشاهد هذه الأيام مطالبات إعلامية وغير رسمية من أطراف إقليمية تطالب الكويت باتخاذ خطوات تتعارض مع مبادئ أساسية تعارف عليها الشعب الكويتي، سواء في قضية فلسطين أو في الخلاف الخليجي، ولكن السلطة السياسية بدعم السلطة التشريعية تقف حصناً حصيناً في وجه هذه المحاولات، مما يؤكد لنا أن الكويت ما زالت بخير.
لسنا راضين كل الرضا عن حالنا، وسنسعى جاهدين للوصول إلى الأفضل، لكن مؤكد أننا ما زلنا بخير.
تنويه..
نشرت “القبس” أنني تمت إحالتي إلى النيابة بتهمة تسريبات خيمة القذافي، وللحقيقة أنه تمت إحالتي فقط بتهم تخص الحديث عن المقام السامي من دون إذن! لذا اقتضى التنويه.
ملحوظة..
أستاذ جامعي خليجي كتب كلاماً، اعتبره الكثيرون تدخلاً سافراً في الشأن الكويتي وردوا عليه، إلى الآن الأمر طبيعي، الغريب أن أحد الكتّاب المثقفين حيل أعاد التغريدة دون اعتبار لمحتوى التغريدة وإساءتها لوطنه! فقد أعمى بصره كرهه لخصومه!
______________________________________
يُنشر بالتزامن مع صحيفة “القبس” الكويتية.
m.alduwailah@alqabas.com.kw