أدان مجلس التعاون الخليجي ودول خليجية ومنظمات إقليمية الهجوم الذي شنته مليشيا الحوثي اليمنية، فجر الجمعة، على شركة “أرامكو” النفطية السعودية في العاصمة السعودية الرياض.
مجلس الأمن الدولي
أدان مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة، الهجمات التي يشنها الحوثيون على المناطق السعودية، وأعرب عن قلقه إزاء التطورات العسكرية التي تشهدها المناطق اليمنية بين قوات الحكومة والحوثيين.
ودعا المجلس كافة الأطراف لوقف القتال بشكل فوري، بما في ذلك الهجوم الذي يشنه الحوثيون على مدينة مأرب شمالي البلاد.
وقال المجلس: إن التصعيد الحالي في مأرب يعرض مليون نازح لخطر جسيم، ويهدد الجهود المبذولة لتأمين تسوية سياسية.
إدانة أمريكية
وعلى الصعيد العالمي دانت الولايات المتحدة الهجمات الحوثية المتواصلة على المنشآت النفطية السعودية، وقالت: إنها تهدد الجهود المبذولة لإنهاء الصراع في اليمن.
وقالت الخارجية الأمريكية: إن الولايات المتحدة تدين بشدة الهجمات المتواصلة التي يشنها الحوثيون على منشآت شركة أرامكو السعودية، معربة عن قلقها من تزايد وتيرة الهجمات.
إدانة خليجية
وأدان الأمين العام لمجلس التعاون نايف الحجرف الهجوم، ووصفه بأنه اعتداء إرهابي يستهدف مصفاة تكرير النفط السعودية بطريقة متعمدة.
وأكد الحجرف، في بيان، أن هذا الاعتداء وما سبقه من أعمال إرهابية وتخريبية تكرر ارتكابها ضد المنشآت الحيوية والأعيان المدنية في المملكة، التي كان آخرها محاولة استهداف مصفاة رأس تنورة، والحي السكني التابع لشركة أرامكو في مدينة الظهران.
وأوضح أن هذه الهجمات لا تستهدف أمن المملكة ومقدراتها الاقتصادية فقط، وإنما تستهدف أمن دول المجلس كلها، وكذا الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وجدد الحجرف دعم المجلس للسلطات السعودية انطلاقاً من أن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ، مؤكداً دعم دول المجلس لكافة الإجراءات اللازمة والرادعة التي تتخذها الرياض لحماية مقدراتها.
عمل يناهض القوانين الدولية
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الكويتية الهجوم الحوثي، بأشد العبارات وقالت: إنه عمل إجرامي لا يستهدف المملكة وحسب وإنما يستهدف أمن واستقرار المنطقة كلها.
واعتبرت الخارجية في بيان أن مواصلة هذه الأعمال يستهدف أيضاً “إمدادات الطاقة والاقتصاد العالمي ويناهض القوانين الدولية”.
تهديد استقرار المنطقة
كما شجبت دولة قطر بأشد العبارات الاعتداء الذي تعرضت له مصفاة الرياض، واعتبرت استهداف المنشآت والمرافق الحيوية “عملاً تخريبياً ينافي كل الأعراف والقوانين الدولية”.
وقالت الخارجية القطرية، في بيان: إن هذه الأعمال من شأنها “التأثير على أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم”.
وجددت الوزارة موقف الدوحة الثابت من رفض العنف والأعمال الإجرامية والتخريبية مهما كانت الدوافع والأسباب.
كما أدانت وزارة الخارجية البحرينية الهجوم واستنكرته بشدة، وقالت، في بيان: إن ما تقوم به المليشيا اليمنية المدعومة من إيران يمثل “انتهاكاً للقوانين الدولية”.
وأكدت الوزارة تضامن المنامة مع الرياض ضد كل ما يستهدف أمنها وسلامتها، مطالبة المجتمع الدولي بالنهوض بمسؤولياته في إدانة الأعمال الإرهابية الإجرامية التي تقوم بها مليشيات الحوثي التي تهدد الأمن والسلم الإقليمي.
اعتداء “إرهابي”
وكانت المملكة العربية السعودية قد أدانت الهجوم الذي شنته المليشيا الحوثية، بعد يوم من إدانة أممية للهجمات المتكررة على المملكة.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية: إن تعرض مصفاة الرياض “لاعتداء إرهابي” يدخل في نطاق “الأعمال التخريبية” التي تستهدف أمن إمدادات الطاقة.
ونقلت وكالة “واس” السعودية الرسمية عن المصدر أن الهجوم وقع عند الساعة السادسة و5 دقائق من صباح يوم الجمعة، وأدى لاندلاع حريق تمت السيطرة عليه.
ولم يسفر الهجوم عن وقوع إصابات أو وفيات، كما أنه لم يؤثر على إمدادات البترول ومشتقاته، بحسب المصدر.
وأضاف: “المملكة تدين بشدة هذا الاعتداء الجبان، وتؤكد أن الأعمال الإرهابية والتخريبية التي تكرر ارتكابها ضد المنشآت الحيوية والأعيان المدنية لا تستهدف المملكة وحدها، وإنما تستهدف، بشكل أوسع، أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم، والاقتصاد العالمي كذلك.
الحوثي يعترف
وكان المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، أعلن تنفيذ عملية بست طائرات مسيرة، وزعم أن العملية “أصابت أهدافها بدقة عالية”.
وأضاف على حسابه الرسمي في “تويتر”: “نجدد دعوتنا لكافة الشركات الأجنبية والمواطنين بالابتعاد عن الأهداف العسكرية والحيوية كونها أصبحت أهدافاً مشروعة لقواتنا”.
ولم تعلق المملكة على هذه الأخبار، كما لم يعلق تحالف دعم الشرعية الذي تقوده الرياض في اليمن.
ومنذ فبراير الماضي، صعّدت مليشيا الحوثي من عملياتها ضد السعودية من خلال الطائرات المسيّرة والمقذوفات والصواريخ الباليستية، بالتزامن مع ضغوط من الأمم المتحدة وواشنطن والاتحاد الأوروبي لوقف الحرب الدائرة هناك.
ويأتي تصعيد الحوثيين مؤخراً تزامناً مع إعلان الولايات المتحدة رفع المليشيا من قائمة الإرهاب، بعدما كانت قد أُدرجت، في 19 يناير الماضي، وإنهاء دعمها للتحالف في اليمن.
وللعام السادس يشهد اليمن حرباً بين القوات الحكومية المدعومة من “التحالف”، منذ مارس 2015، والحوثيين المدعومين إيرانياً، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء، منذ سبتمبر 2014.