منذ بدء العدوان على الأقصى وغزة واندلاع الاحتجاجات والاشتباكات في فلسطين المحتلة، توالت صور الدعم والمناصرة في الكويت، على المستويين الرسمي والشعبي، للقدس وفلسطين شعباً وقضيةً، معبرة عن موقف الكويت الثابت، الممتد منذ عقود، في مساندة فلسطين.
وكانت الجمعيات الخيرية الكويتية، تعبيراً منها عن التضامن الكويتي مع القدس وفلسطين، وإيماناً منها برسالة الكويت الإنسانية، ومنذ الأيام الأولى لوقوع الأحداث والاشتباكات في غزة، قد أطلقت حملات تبرعات لصالح فلسطين، حيث تبرعت الهيئة الخيرية الإسلامية، المؤسسة كويتية المنشأ والمقر عالمية النشاط، بـ 1321000 دينار كويتي للإغاثة العاجلة، وشكلت فريقها النوعي للتدخل الإغاثي الطارئ أثناء إجازة العيد، كما نظم الهلال الأحمر الكويتي حملة “معك يا فلسطين”، وأطلقت جمعية الرحمة حملة “غزة تنادي”، كما قامت جمعية نماء بإرسال طرود غذائية ومستلزمات طبية، الى جانب جهود الإغاثة من جمعية الرعاية الإسلامية وغيرها من الجهات الخيرية.
ذكر أحد قادة العمل الخيري الكويتي عبارة تفيض وعياً وعمقاً وقوة حين قال: “إن أولوية استحقاق أهل فلسطين للزكاة والصدقات مقدمة على غيرهم من المستحقين كما أفتى العلماء؛ لكونهم ينوبون عن الأمة في حراسة المسجد الأقصى، ويعيشون ظروفًا سياسية وحياتية اجتماعية بالغة الصعوبة”، مشددًا على أهمية مساعدتهم على الصمود في ظل هذه الأوضاع الإنسانية شديدة القسوة، والمبادرة إلى إغاثتهم للإسهام في تخفيف معاناتهم.
واستجابة لدعوة عدة جهات خيرية، وتحت إشراف وزارة الشئون الاجتماعية ووزارة الخارجية، تشارك 33 جمعية خيرية في حملة نوعية كبيرة تحت عنوان “فزعة للأقصى”، والتي من المقرر أن تبدأ في تمام الساعة 12:30 ظهراً يوم الجمعة القادم 21 مايو، بهدف جمع التبرعات، لتوفير الدواء والغذاء، والإيواء لآلاف المستفيدين، وتقديم الإغاثة العاجلة مثل الطعام والشراب والكساء، وكذلك إجراء العمليات الجراحية العاجلة للجرحى والمصابين، وتوفير الأدوية والأجهزة الطبية والإسعافات الأولية، والملابس والخيام وغيرها من الاحتياجات الأساسية.
وتكتسب هذه الحملة أهمية كبيرة، ومن المتوقع أن تسهم بمبلغ يفوق حملة مواجهة كورونا السابقة، في ظل الحصيلة الباهظة من الخسائر البشرية والمادية التي خلفها العدوان الصهيوني على غزة؛ حيث وصل عدد الشهداء حتى كتابة هذه السطور الى ٢٥٧، منهم عشرات الأطفال والنساء والمسنين، بالإضافة إلى أكثر من ٢٠٠٠ مصاب، إصابات ٧٠ منهم شديدة الخطورة، إضافة الى هدم 8 مساجد و١٨٠٠ وحدة سكنية بشكل كلي، وإلحاق الأضرار بـ 29 مسجد وكنيسة، و57 مدرسة وعيادة طبية، والدمار الذي لحق بالبنية التحية بما قدره مكتب الإعلام الحكومي في غزة ٣٤٤ مليون دولار خلال الأيام الثمانية الأولى للحرب.
تأتي فزعة الأقصى، كمحطة جديدة، من محطات العطاء الخيري الكويتي المتواصل تجاه فلسطين وأهلها، والذي بدأ منذ ما قبل استقلال الكويت ونكبة فلسطين، حين قدمت الكويت على المستويين الرسمي والشعبي الدعم المالي للحاج أمين الحسيني مفتي القدس عام 1921، وساهمت في إعمار المسجد الأقصى عام 1924، ودعمت الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وساهمت في تضميد الجراح بعد عدوان عام 1967، ولتؤكد أن الكويت ستبقى سنداً وعوناً للقدس وفلسطين وشعبها وقضيتها!