أسر فلسطينية تروي لــ “المجتمع” نجاتهم من الموت أثر القصف الصهيوني
عشرات آلاف الفلسطينيين وتحت القصف الصهيوني المكثف على منازلهم في قطاع غزة وهدمها أو تدميرها بشكل جزئي نزحوا إلى مدارس غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، ويعيشون حالياً في ظروف إنسانية صعبة، حيث لا تقدم لهم مساعدات من الأونروا كما كان في الحروب السابقة.
أكثر من 100 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم في القطاع المحاصر، ولجأوا إلى 53 مدرسة تابعة للأونروا، في مشهد أعاد إلى الأذهاب النكبة الفلسطينية وفصولها المتتالية على الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لحرب إبادة وانتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان من مجازر وهدم للمنازل وتدمير للبنية التحية.
روايات القتل والابادة
روايات مفجعة ومؤلمة ترويها الأسر الفلسطينية التي فرت من منازلها على وقع عمليات القصف الصهيوني المركز على القطاع، حيث انهالت عليها عشرات الصواريخ والقذائف ومزقت أشلاء الأطفال والنساء وهم داخر منازلهم مما أدي إلى استشهاد العشرات منهم، وقد انتشلوا من داخل منازلهم التي تعرضت للتدمير الكامل أو الجزئي في جريمة مكتملة الأركان، فيما المجتمع الدولي صامت على هذه الجرائم البشعة.
ويروي فتحي وهدان من بيت حانون شمال القطاع لــ “المجتمع” لحظات الموت التي عاشوها والقذائف والصواريخ الصهيونية تنهمر عليهم، ويقول:” الدخان لف المكان ولهيب نيران الصواريخ والقذائف انتشر في كل مكان.. روائح غازات سامة.. صراخ أطفالي وخوفهم تعالى.. لحظات رعب.. وشاهدت وأنا خارج من منزلي الذي يقع إلى الشرق من بيت حانون أشلاء ثلاثة أطفال من أبناء جيراني عائلة المصري رهف وأحمد ويزن وهم أشقاء كانوا يلهون على باب المنزل وقد أصابتهم قذيفة حولت أجسادهم إلى أشلاء واستشهدوا على الفور “.
وتابع: خرجت من المنزل لأنجو بأسرتي من الموت وتحت القصف توجهت مشياً على الأقدام مسافة تزيد عن 3 كيلو متر لمدرسة تابعة للأونروا في مخيم جباليا، وأنا أقيم فيها حالياً مع مئات الأسر منذ أسبوع، حيث لا تتوفر أدنى مقومات الحياة، وتقيم في الفصل الواحد عدة أسر والبيئة غير صحية والحياة صعبة خاصة للأطفال والنساء الذين يصرخون عند كل لحظة يسمعون فيها القصف الصهيوني.
كارثة إنسانية
على صعيد متصل يقول سعيد أبو عقل من بيت لاهيا لــ “المجتمع”: إن كل ما مارسه الاحتلال من سياسة الأرض المحروقة وتدمير منازلنا، لن يكسر ارادتنا في الصمود والمقاومة، وأن قدرات المقاومة أربكت الاحتلال، ولذا لجأ لقصف المنازل على رؤوس الأطفال والنساء، وتدمير الشوارع والبنية التحتية والمؤسسات الحكومية.
وأكد أبو عقل أن افلاس بنك اهداف الاحتلال جعله يعيش حالة من التخبط بعد أن حققت عليه المقاومة انتصارات ميدانية.
بدوره يؤكد الباحث في مركز الميزان لحقوق الانسان حسين حماد أن عدد النازحين في مدارس الأونروا يبعث على القلق والخوف خاصة وأن هناك دمار هائل في البنية التحية والمنازل الفلسطينية، إذا ما علمنا أن هناك 2800 منزل باتت غير صالحة للسكن أثر تدميرها من قبل الاحتلال، والذي تعمد استهداف الأبراج والعمارات السكنية وذلك بهدف تعميق الحالة الإنسانية المتردية في قطاع غزة.
وبين حماد أن نحو 50 ألف فلسطيني يقيمون الأن في مدارس الأونروا ويعيشون في ظروف غاية في القسوة حيث لا ماء ولا غذاء ولا رعاية صحية.
وحذر حماد من كارثة إنسانية في ظل انتشار وباء كورونا في ظل حالة الاكتظاظ الشديدة داخل مداخل مدارس ومراكز اللجوء، لافتاً أن أزمة إيواء تلك الأسر ستمتد لعدة سنوات لأن هناك اعداد كبيرة منهم فقدت منازلها.