ثمَّن مثقفون وسياسيون فلسطينيون ما أقدَمَ عليه النحَّات الكويتي ميثم عبدال، حين عبر بطريقته الخاصة عن تضامنه مع الأسرى الفلسطينيين الستة الذين شكلوا أيقونة للحرية والكرامة، وحرروا أنفسهم من داخل معتقلات الاحتلال (قبل أن يعيد الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى)، من خلال تجسيد ذلك بنحت يد تحمل “ملعقة الحرية”، وهي التي يعتقد أن الأسرى الستة استخدموها في حفرهم لنفق الحرية الذي استمر حفره أشهراً طويلة دون أن يشعر بذلك السجان الصهيوني، والذي كان يقف على بوابة زنزانتهم بسجن “جلبوع”، واخترقه الأسرى على الرغم من الحراسات المشددة.
فروانة: العمل يحمل قيمة كبيرة في قلوب الشعب الفلسطيني والأسرى لما له من رمزية مهمة
وقال رئيس دائرة الإحصاء والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى عبدالناصر فروانة، لـ”المجتمع”: إن الفنان الكويتي ميثم عبدال عبَّر بشكل كامل عن مواقف الكويت الداعمة لقضية الأسرى، وتضامنهم مع 5 آلاف أسير داخل معتقلات الاحتلال يتعرضون لكل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، وهذا العمل يحمل قيمة كبيرة في قلوب الشعب الفلسطيني والأسرى؛ لما له من رمزية مهمة في هذا التوقيت.
وأشار فروانة إلى أن الفنان التشكيلي الكويتي عبدال أبدع حين نحت “ملعقة الحرية” التي تحولت لرمز للنضال من أجل حرية الأسرى، وأظهرت أن الشعب الفلسطيني وأسراه لا يعرفون المستحيل من أجل نيل حريتهم وكرامتهم.
وفي سياق متصل، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني د. ناصر اليافاوي، لـ”المجتمع”: إن هذا العمل الفني له عدة دلالات، ومن شأنه أن يرفع الروح المعنوية لدى الأسرى الفلسطينيين، مؤكداً أن عمل “ملعقة الحرية”، وكلمات صاحب العمل أثناء النحت التي قال فيها: “ألف تحية إلى من أذاق الصهاينة مرارة الذل، وكسروا جبروت تكبرهم؛ لينتزعوا حريتهم من أشد سجونه تحصيناً وحراسة بمعلقة”؛ صورة واضحة ومعبرة عن مواقف الكويتيين عامة تجاه القضية الفلسطينية، ودعمهم التاريخي لها من خلال الفن والآداب والبرلمان حتى الرياضة.
البيطار: استخدام القبضة الفولاذية للتعبير عن أنها أقوى من فولاذ السجان
وأوضح اليافاوي أنه لا بد أن نسجل فخرنا واعتزازنا بالشعب الكويتي سواء بهذا العمل الفني القومي المميز، أو موقفهم تجاه القضية الفلسطينية في كافة المحطات ولا سيما السياسية والتعليمية، التي تعبر بشكل كبير عن انتماء حقيقي للقضية الفلسطينية وتضامن أصيل مع أبناء الشعب الفلسطيني في نضالهم المستمر ضد الاحتلال الصهيوني، ونعتبر نحن كتَّاب الرأي أن موقف النحَّات الكويتي امتداد للمواقف الرسمية والشعبية لدولة الكويت الشقيقة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ودورها الريادي في مناهضة جرائم الاحتلال، ووقوفها كسد منيع أمام هرولة التطبيع مع الاحتلال.
وأضاف: تأسيساً لتاريخ الكويتيين المشرف، نرى أن هذا العمل الفني العريق من شأنه أن يرفع الروح المعنوية لدى الأسرى والفلسطينيين كافة، ويزيد من عزيمتهم في مواجهة ظلم السجان، ويعيد تسليط الضوء على قضيتهم العادلة ومعاناتهم المستمرة في سجون الاحتلال ونقلها لجميع بلدان العالم.
أقوى من الفولاذ
أبو حشيش: العمل حاز على الإعجاب من حيث القوة النحتية والمضمون والتوقيت
من جانبها، قالت الروائية والكاتبة الفلسطينية ريحاب كنعان، لـ”المجتمع”: إن ما فعله الفنان التشكيلي الكويتي ميثم عبدال هو تقدير وتجسيد للبطولة الأسطورية للأسرى الستة الذين حطموا حصون الاحتلال بملعقة الحرية، وهذا يدل على مشاعره الممزوجة بأصالة العروبة، كما هي حال كل الشعب الكويتي وقيادته الحكيمة الذين يدعمون صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة.
وأكدت كنعان أن كل مواقف الكويت تجاه القضية الفلسطينية مشرفة، وتدعمها في كافة الميادين، وهذه الخطوة هي استكمال لمسيرة الدعم والمساندة من كل فئات الشعب الكويتي لفلسطين وقضيتها العادلة.
بدوره، قال المخرج الفلسطيني سعيد البيطار، لـ”المجتمع”: هذا ما عهدناه دوماً من كويتنا الحبيبة، الفنان القدير ميثم عبدال استخدم القبضة الفولاذية للتعبير أنها أقوى من فولاذ السجان، وأن الملعقة بالتعبير هي المعين الكويتي الذي لا ينضب بالعطاء للشعب الفلسطيني.
وأكد البيطار أن تجسيد هذا المنحوت الجميل ما هو إلا شعاع حرية ينير كل العواصم من المحيط للخليج، ومن بغداد حتى فاس، الداعمة لقضيتنا ونضالنا العادل من أجل الحرية والكرامة.
ووجه البيطار الشكر للفنان الكويتي قائلاً: تحية لك ميثم على هذا التعبير بالنحت، وتحية لليد التي حفرت للحرية مجداً جديداً لمشاعل ستة أسرى على طريق القدس.
أما الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد أبو حشيش فكان له رأي عميق فيما أنتجه الفنان الكويتي ميثم عبدال، حيث قال لـ”المجتمع”: لم تزل القضية الفلسطينية حاضرة في أعمال الفنان العربي في جميع مجالات الفنون البصرية والمسموعة، وأنتج النحات الكويتي ميثم عبدال عمله النحتي بعنوان “ملعقة الحرية” الذي يتناول قضية الأسرى الستة، التي أثارت الكثير من المشاعر والتعاطف معها.
وأكد أبو حشيش أن هذا العمل الإبداعي حاز على الكثير من الإعجاب من حيث القوة النحتية في إنتاج وإخراج العمل من جهة، ومن حيث المضمون والتوقيت من جهة أخرى، مشيراً إلى أهمية الفن في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية، وحشد التعاطف والتضامن معها، وأهميته أيضاً في توثيق الحالة الفلسطينية، موجهاً التحية للفنان الكويتي القدير ميثم عبدال على صدق مشاعره وإبداعه الفني تجاه القضية الفلسطينية.