لقاءات وزيارات متتالية ومكثفة بشكل لافت خلال شهر أكتوبر الجاري بين مشيخة الأزهر الشريف بمصر ومسئولين غربيين، كان آخرها لقاء الشيخ أحمد الطيب لسفيري دولتي هولندا وبريطانيا، لينضما إلى ماراثون طويل منذ مطلع الشهر من اللقاءات مع مسئولين غربيين، بينما لازالت “الإسلاموفوبيا” في تصاعد في القارة الأوروبية العجوز!.
ووفق إحصائيات وتقارير متواترة، لازالت أنشطة التمييز ضد المسلمين متصاعدة في العديد من دول أوروبا وأمريكا، بصورة مزعجة، أثارت انتقاد الكثير من المؤسسات الإسلامية ومن بينهم الأزهر الشريف.
سفيرا هولندا وبريطانيا
التقى شيخ الأزهر أحمد الطيب، “هان ماورتس”، سفير هولندا بالقاهرة وجاريث بايلي، السفير البريطاني لدى مصر، لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك والتسامح في الساعات الأخيرة.
الطيب: منهج الأزهر يقوم على احترام الآخر والتنوع والتعددية
وأكد الشيخ الطيب أن منهج الأزهر يقوم على احترام الآخر والتنوع والتعددية، وأن العلاقات القوية بين الأزهر والكنائس العالمية تعكس سماحة الأديان ورسالتها السامية، لكن السلام العالمي يواجه اليوم معضلة كبرى اسمها “اقتصاد السلاح” الذي يقوم على صناعة الكراهية وإشعال الصراعات لتحقيق أرباح واهية على حساب دماء الأبرياء في أنحاء مختلفة من العالم.
من جانبه، أعرب ماورتس، سفير هولندا بالقاهرة عن أنه يقدر كثيرًا جهود الأزهر في نشر التسامح والحوار والإخاء بين أتباع الديانات المختلفة، وهذا من شأنه تعزيز السلم في المجتمعات والتقارب بين الشعوب، مشيرًا إلى متابعته لمؤتمرات الأزهر وجولات الإمام الأكبر الخارجية، وحرص السفير على المشاركة في الفعاليات المستقبلية التي يقيمها الأزهر لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان وتعزيز المواطنة والتعددية.
في نفس السياق تحدث جاريث بايلي، السفير البريطاني لدى مصر موضحاً أنه يقدِّر كثيرًا جهود الأزهر في تعزيز الحوار بين الأديان، بعد جولاته في أوروبا وتواصله مع قيادات الكنائس الكبرى في العالم، مؤكدًا حرص بريطانيا على زيادة التعاون مع الأزهر في المجالات العلمية والدينية؛ لما للأزهر من خبرات كبيرة في تدريب الأئمة ومكافحة التطرف وتعزيز التسامح والسلام العالمي.
مقترح غربي
الأكثر لفتاً للانتباه في زيارات الغرب المكثفة للمشيخة منذ مطلع هذا الشهر، ما اقترحه مايكل صور، المندوب الدنماركي لحرية الأديان والمعتقدات، وسفند أولينج، السفير الدنماركي في القاهرة خلال لقاءات لهما بمشيخة الأزهر الشريف ومرصده لمكافحة التطرف في 12 أكتوبر الجاري.
وتطرق الجانبان إلى طريقة مواجهة ظاهرة “الإسلاموفوبيا”، ومكافحة خطاب كراهية المسلمين في بعض المجتمعات الغربية، لكن السفير مايكل صور، فاجأ الجميع بمقترح غربي جديد للمواجهة.
مصطلح “التمييز ضد المسلمين” مفتاح المواجهة الجنائية
واقترح صور استبدال مصطلح “الإسلاموفوبيا”، موضحاً أن استخدام اسم “الإسلاموفوبيا” لوصف جرائم الكراهية التي ترتكب ضد المسلمين، يساهم في عدم تحمل الجاني المسئولية؛ لكون الإسم يرتبط بالحالة النفسية أكثر منها الجنائية؛ لذا دعا صور إلى استبداله بـ”التمييز ضد المسلمين” ليتحمل الجناة مسئولية وتبعات جرائمهم العنصرية التي ترتكب في حق المسلمين.
جولة الخارج
وألقى الشيخ الطيب منذ مطلع الشهر الجاري العديد من الخطابات الخارجية التي ترفض “الإسلاموفوبيا” وتدعو إلى السلام العالمي، وهو ما أكده لدى استقباله جاستن ويلبي، رئيس أساقفة “كانتربري”، لتعزيز سبل التعاون مع كنيسة “كانتربري” والمضي قدمًا في علاقات بناءة لإعطاء نموذج يحتذى به في التفاهم والحوار بين الأديان واستئناف المشروعات المشتركة المتعلقة بالحوار.
وسبق اللقاء زيارة شيخ الأزهر أحمد الطيب العاصمة الإيطالية روما، والتي أجرى فيها العديد من اللقاءات وألقى عدد من الخطابات في إطار المشاركة في أعمال مؤتمر قمة قادة الأديان للتعليم والمناخ، مؤكدا ضرورة السلام العالمي.
ووصلت درجة اللقاءات إلى لقاء شيخ الأزهر الرئيس سيرجيو ماتاريلا، رئيس دولة إيطاليا، بمقر رئاسة الجمهورية بالعاصمة الإيطالية روما، مؤكدا أهمية التسامح والحوار.