مشاهد الاعتداءات والاقتحامات المتكررة للمنازل ومحاولة الاستيلاء عليها من قبل الاحتلال الصهيوني، بات حدثاً يومياً في حي الشيخ جراح الذي يعد بمثابة القلب للبلدة القديمة في القدس المحتلة، وبوابتها الشرقية إلى المسجد الأقصى المبارك.
حصار محكم فرضه الاحتلال على حي الشيخ جراح، ومنع الأهالي من الخروج والمتضامنين من الدخول، في حين يسمح للمستوطنين باستباحة كل شيء، وممارسة كل أنواع الغطرسة والعدوان، التي يتصدى لها الأهالي بصمود وثبات لإحباط مخططات الاقتلاع والتهجير.
الكسواني: “الشيخ جراح” يتعرض لهجمة شرسة.. وهناك مخططات لإقامة المزيد من البؤر الاستيطانية
شرارة الانتفاضة والغضب الفلسطيني على عدوان الاحتلال ومستوطنيه في الشيخ جراح وكل القدس ترجمت لفعاليات شعبية حاشدة، وتحذيرات من قبل المقاومة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني من اللعب بالنار، ومحاولة رسم واقع تهويدي جديد.
المستوطنون والعدوان
ومن صور إرهاب المستوطنين في حي الشيخ جراح نصب خيمة جديدة لمكتب عضو الكنيست الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير فوق أرض عائلة سالم، وسط إغلاق حي الشيخ جراح بالكامل، وترديد عصابات المستوطنين عبارات عنصرية تدعو لقتل العرب، والهجمات المتكررة على المنازل والسيارات وإحراقها وإعطاب إطاراتها ضمن مخطط الاحتلال لتهجير أهالي حي الشيخ جراح.
بدوره، أكد محمد الكسواني، عضو لجنة الدفاع عن حي الشيخ جراح، لـ”المجتمع”، أن حي الشيخ جراح يتعرض لهجمة شرسة من قبل الاحتلال، وهناك مخططات للاحتلال للاستيلاء على أراضٍ جديدة لإقامة المزيد من البؤر الاستيطانية.
أبو ذياب: مخطط للاحتلال لتحويل كل أحياء القدس إلى جزر معزولة عن بعضها
وأشار الكسواني إلى أن عضو الكنيست المستوطن بن غفير أقام خيمة لمتابعة أعماله البرلمانية من الحي، وسط تواجد مكثف للمستوطنين الذين ينفذون هجمات مكثفة على الفلسطينيين ومحاصرتهم في منازلهم، وإطلاق الغازات، والاعتداء بالضرب عليهم؛ مما أدي لإصابة العشرات من الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال.
وعلى مدار الأيام الماضية، تكرر، كما يقول الكسواني، مشهد الاعتداء على أفراد عائلة سالم والمقدسيين المتواجدين في الحي، وأغلقت قوات الاحتلال الشارع المؤدي إلى منزل عائلة سالم حيث مقر مكتب بن غفير، وهاجمت قوات الاحتلال المقدسيين الذين حاولوا رفع العلم الفلسطيني، لافتاً إلى أن عصابات المستوطنين تتعمد تشغيل مكبرات الصوت للتشويش على سكان حي الشيخ جراح الذين يواصلون صمودهم وتصديهم للاحتلال وعصابات المستوطنين لمقاومة مخططات التهويد والتهجير.
تهجير وممارسات عنصرية
بدوره، كشف المتحدث باسم أهالي سلوان فخري أبو ذياب، لـ”المجتمع”، عن مخطط للاحتلال لتحويل كل أحياء القدس إلى جزر معزولة عن بعضها، حيث أقام الاحتلال أكثر من 78 بؤرة استيطانية في سلوان، ويخطط كذلك لإقامة 200 وحدة استيطانية في وادي الجوز ضمن مشروع ما يسمى “وادي السيلكون”، مشيراً إلى أن الاحتلال أقام، العام الماضي، أكثر من 19 ألف وحدة استيطانية، وصادق، العام الجاري، على إقامة 11500 وحدة استيطانية، في أوسع عملية استيطان تشهدها القدس منذ احتلالها.
المقاومة: الشعب الفلسطيني يستطيع فرض قواعد اشتباك جديدة
وبين أبو ذياب أن الاحتلال فرض حصاراً محكماً على المنازل في حي الشيخ جراح، وسط انتشار مكثف للعناصر الشرطية على مداخل الحي على مدار الساعة، والاعتداء على النساء والأطفال وأهالي الحي المقدسي الذين يسطرون أروع التضحيات، رافعين شعار “لن نخرج من منازلنا حتى الشهادة.. وسنواصل الصمود”، مؤكداً أن ما يحدث هدفه تغيير ديمغرافيا وجغرافيا ومشهد مدينة القدس بأكمله في إطار مخطط التهويد الشامل.
من جانبها، حذرت قوى المقاومة الفلسطينية، في بيانات منفصلة لها، أن الاحتلال الصهيوني عليه أن يدرك أن الشعب الفلسطيني يستطيع فرض قواعد اشتباك جديدة، ومعركة “سيف القدس” كانت خير دليل على ذلك حين هبت المقاومة بكل ما تملك لنجدة أهالي الشيخ جراح، لافتة إلى أنها ستقول كلمتها في الوقت الذي تراه مناسباً لمنع هذه الإجراءات بحق أهلنا في القدس والشيخ جراح.