بينما تتلألأ أضواء الكنائس، وتكتظ بالروّاد على مدار الساعة احتفالاً بالأعياد، واستقبالاً لشم النسيم، وتسهر الخيام الرمضانية حتى قبيل الفجر، وتمتلئ بالباحثين عن الترفيه والغناء والرقص، يضع محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، قيوداً على المساجد في رمضان وغير رمضان محتجاً بجائحة كورونا، وأوضح أن من يريد الاعتكاف في شهر رمضان المبارك عليه أن يعتكف في منزله، قائلاً: “المسجد ليس فندقاً، وهو مكان مفتوح، ومن يريد أن يعتكف يعتكف في بيته منعًا للاختلاط”!
وأضاف أن أداء التهجد وقيام الليل في البيت أفضل من المسجد في ظل تلك الظروف (يقصد كورونا).
وفي مداخلة هاتفية مع برنامج “الحكاية” المذاع عبر فضائية “إم بي سي مصر”، قال الوزير: إن الدولة ومنها وزارة الأوقاف تسير بمنهج الوسطية في ظل ظروف جائحة كورونا، مؤكداً أنه تم التحذير مراراً وتكراراً من تداعيات انتشار وباء كورونا مجدداً أو زيادة نسب الإصابات.
وقدم ضياء الدين داود، عضو مجلس النواب، في 18 أبريل الجاري، طلب إحاطة حول قرار وزارة الأوقاف المصرية منع الاعتكاف والتهجد بالمساجد في رمضان الحالي؛ تماشياً مع الإجراءات الاحترازية التي تأخذها الدولة لمواجهة كورونا، وجاء في طلب الإحاطة الذي قدمه للمستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب: تحية طيبة.. عملاً بحكم المادة (134) من الدستور، والمادة (215) من اللائحة الداخلية للمجلس أتقدم بالبيان العاجل التالي:
بشأن ما ورد في بيان وزارة الأوقاف بمنع صلاة التهجد والاعتكاف بالمساجد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان 1443هـ، كذلك الحال بمنع إقامة صلاة العيد بالساحات العامة، وذلك خلال اجتماع وزير الأوقاف بمديري مديريات القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية ومديري إدارات أوقاف القاهرة عقب صلاة الجمعة ليوم 15 / 4/ ٢٠٢٢م، وبحضور هشام عبدالعزيز، رئيس القطاع الديني، حيث تأتي تلك القرارات على عكس ما اتخذته الحكومة مؤخراً من قرارات بمد ساعات العمل بالمولات والكافيهات والمطاعم والمحال التجارية.
وأضاف، في طلب الإحاطة: رغم حالات التزاحم الشديدة في المولات التجارية والمطاعم والكافيهات، شاهدنا أيضاً أعداداً غفيرة في ملاعب كرة القدم، إلا أن جميع المساجد تشهد حالة انضباط من المصلين في تنفيذ الإجراءات الوقائية في جميع الصلوات، فضلاً عن رفع حظر التباعد في جميع الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والترفيهية والتجارية إلا المساجد التي تعد الأكثر التزاماً!
وطالب النائب بسرعة اتخاذ القرار اللازم نحو فتح المساجد أمام المصلين للتهجد والاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، لعله سبحانه وتعالى يتقبل منا ويرفع الضرّ عنا.
يذكر أن هذا الوزير حدد مدة التكبير لصلاة العيد بـ7 دقائق! وكتب على صفحته الرسمية أن صلاة العيد ستكون في المساجد الكبرى والجامعة التي تقام بها صلاة الجمعة، ولا مجال لإقامتها بالساحات العامة المفتوحة التي يصعب تطبيق إجراءات التباعد بها، أو التحكم في تدافع الناس عليها، مع مراعاة الآتي:
1- الالتزام بالكمامة وإجراءات التباعد.
2- فتح المسجد قبل الصلاة بـ10 دقائق وغلقه بعدها بـ10 دقائق.
3- أن تكون مدة التكبير في حدود 7 دقائق.
4- لا تزيد مدة الخطبة على 10 دقائق كالجمعة.
5- السماح بفتح مصليات السيدات في المساجد التي تفتح بها في صلاة الجمعة أو صلاة القيام.
وأشار إلى أن من أراد التهجد فعليه به في بيته، فمن المستحب أن نعمر بيوتنا بصلاة الليل والذكر وتلاوة القرآن الكريم، ولا مجال لفتح المساجد للاعتكاف أو التهجد هذا العام في ظل استمرار الإجراءات الاحترازية وإجراءات التباعد الاجتماعي.
ونفى المركز الإعلامي لمجلس الوزراء صحة ما تردد بشأن إصدار وزارة الأوقاف تعليمات بمنع اصطحاب الأطفال في صلاة الجمعة والعيدين بالمساجد على مستوى الجمهورية.
وقد شهدت وسائل التواصل الاجتماعي غضباً عارماً على تعليمات الوزير، وخاصة ما تعلق بالاعتكاف في البيوت، حيث ذكّر المعلقون الوزير بقوله تعالى: (وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) (البقرة: 187)، وقوله تعالى: (أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) (البقرة: 125).