هو أبُو اَلْحَسَنْ عَلَاءْ اَلدِّينْ عَلِي بْنْ أَبِي اَلْحَزْمِ اَلْخَالِدِي اَلْمَخْزُومِيَّ اَلْقُرَشِيِّ اَلدِّمَشْقِيِّ المعروف بِابْنِ اَلنَّفِيس (607 – 687هـ/ 1213 – 1288م)، عالم موسوعي وطبيب مسلم، له إسهامات كثيرة في الطب، ويعتبر مكتشف الدورة الدموية الصغرى، وأحد رواد علم وظائف الأعضاء في الإنسان، حيث وضع نظريات يعتمد عليها العلماء إلى الآن، وقد كان رئيسًا لأطباء مصر، وقد ظل الغرب يعتمدون على نظريته حول الدورة الدموية، حتى اكتشف ويليام هارفي الدورة الدموية الكبرى.
كان لابن النفيس مجلس في داره يحضره أمراء القاهرة ووجهاؤها وأطباؤها، ولم تقتصر شهرته على الطب فقط، بل كان يعد من كبار علماء عصره في اللغة والعقيدة والفقه والحديث والسيرة.
ومن إنجازاته العلمية كتاب «شرح تشريح قانون ابن سينا»، الذي تضمن العديد من الاكتشافات التشريحية الجديدة، وأهمها نظريته حول الدورة الدموية الصغرى وحول الشريان التاجي، وقد اعتبر هذا الكتاب أحد أفضل الكتب العلمية التي شرحت بالتفصيل مواضيع علم التشريح وعلم الأمراض وعلم وظائف الأعضاء، كما صوّب فيه العديد من نظريات ابن سينا.
بعد ذلك بوقت قصير بدأ العمل على كتابه الشامل في الصناعة الطبية، الذي نشر منه 43 مجلداً، ثم كتب 300 مجلد، لكنه لم يستطع نشر سوى 80 مجلدًا قبل وفاته، وبعد وفاته حلّ كتابه هذا محل «قانون» ابن سينا موسوعة طبية شاملة في العصور الوسطى.
ومؤلفاته رحمه الله 37 مؤلفًا، منها 16 مؤلفًا مفقودًا.