أشارت بيانات مؤشر ميد بروجكتس المتعلقة بالمشاريع إلى أن عدة عقود تمت ترسيتها في الكويت خلال نوفمبر الماضي بقيمة إجمالية تبلغ 117 مليون دولار،يأتي ذلك في إطار ترسية عقود بقيمة إجمالية قدرها 13.1 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الفترة ذاتها؛ مما يشكل انخفاضًا بنسبة تقارب الثلثين عن الرقم القياسي البالغ 39 مليار دولار الذي سُجل في الشهر السابق.
وأظهرت البيانات أيضًا أن إجمالي قيمة العقود في المنطقة كانت أدنى من متوسط العقود الشهرية البالغ 20 مليار دولار خلال الـ12 شهرًا السابقة، وكذلك أقل من متوسط العقود طويلة الأجل البالغة 15 مليار دولار، ومع ذلك، يُتوقع أن يظل النشاط القوي في ترسية المشاريع في عام 2023م، خاصة بعد نجاح أكتوبر، يُسهم في تحقيق المنطقة أو ربما تجاوز قيمة منح العقود السنوية التي تم تحديدها في عام 2014م.
في مجال الطاقة الشمسية، كان للسعودية النصيب الأكبر حيث سُجلت عقود بقيمة 5.5 مليارات دولار في نوفمبر، تضمنت مشاريع مهمة مثل محطة رابغ ذات الدورة المركبة، ومحطة الحناكية لإنتاج الطاقة الشمسية المستقلة.
مع توقيع العديد من الصفقات في دول الخليج، اتسمت الإمارات بصفقة بناء هائلة بقيمة 1.2 مليار دولار، في حين أُعلن عن تمديد خط المترو الأزرق في دبي بقيمة 4.9 مليارات دولار، فيما قدمت قطر صفقات تتجاوز 2.6 مليار دولار، شملت مشروع تطوير حقل الشاهين النفطي.
وشهدت عُمان والكويت والبحرين أيضًا نشاطًا في المشاريع، حيث تم ترسية أعمال بقيمة 200 مليون دولار، و117 مليون دولار، و63 مليون دولار على التوالي، من المتوقع أن تشهد سوق المشاريع في عُمان نموًا، خاصة مع استئناف مشروع المدينة الزرقاء الذي توقف لفترة طويلة.
في شمال أفريقيا، ساهمت الجزائر والمغرب بقيمة إجمالية للعقود تبلغ 960 مليون دولار، و955 مليون دولار على التوالي، حيث تضمنت الجزائر بناء خط سكة حديد جديد للتعدين، بينما أُبرم عقد مغربي بقيمة 875 مليون دولار لتحلية مياه البحر في الدار البيضاء.
وتُشير التوقعات إلى أن يستمر النشاط في سوق المشاريع في المنطقة، خاصة بعد فوز السعودية بتنظيم إكسبو 2030م، مع استثمارات متوقعة بقيمة 7.8 مليارات دولار في البنية التحتية ذات الصلة.
سوق المشاريع في الكويت
هذا، وقد شهدت سوق المشاريع في الكويت استمرار تراجعها على المدى الطويل، حيث فقدت حوالي 20 مليار دولار أو نسبة 10.2% من قيمتها الإجمالية خلال سنة واحدة، من 3 ديسمبر 2022 إلى 1 ديسمبر 2023م، وهو ما أظهرته بيانات مؤشر ميد بروجكتس للمشاريع.
وأفادت «ميد» بأن سوق المشاريع في المنطقة قد شهدت توسعًا قياسيًا خلال العام الماضي، حيث ارتفعت قيمة السوق بنسبة 21.4%، وبلغت أكثر من 3.76 تريليونات دولار، مع تسارع النمو في أغلب الأسواق، خاصة في السعودية والإمارات، حيث حققتا نموًا بنسبة تجاوزت 31%، مسجلتين إضافة بقيمة تجاوزت 590 مليار دولار.
وسجلت السعودية، كأكبر سوق للمشاريع، قيمة بلغت 425 مليار دولار، مع استمرار التوسع في مشاريع النفط والغاز وخطوط الأنابيب ضمن رؤية 2030م، في حين نمت سوق المشاريع في الإمارات بمقدار 165 مليار دولار، بفضل مشاريع النفط والغاز وانتعاش سوق العقارات.
وتفوقت سلطنة عُمان بنسبة نمو تقارب 30%، مضيفة 51 مليار دولار إلى قيمة مشاريعها، وذلك بفضل إطلاق خطط هيدروجين بمليارات الدولارات، كما تجاوزت سوق المشاريع العُمانية السوق القطرية من حيث القيمة الإجمالية للمشاريع النشطة.
ونمت سوق المشاريع في قطر بنسبة تقارب 10%، مضيفة 19 مليار دولار، مشيرة إلى تعافي النشاط في الفترة المتقدمة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022م، فيما أضافت سوق المشاريع البحرينية 10.5 مليارات دولار أو نسبة تقرب من 17%.
وخارج دول الخليج، نمت سوق المشاريع العراقية بنسبة 7.5%، مسجلة قيمة بلغت 22.6 مليار دولار، في المقابل، انخفضت سوق المشاريع الإيرانية بنسبة 4.4% بفعل العقوبات الأمريكية، حيث فقدت ما يقرب من 13 مليار دولار من قيمتها.