في الوقت الذي يجلس فيه المثبطون على الأرائك الوثيرة تحت التكييف المركزي ويهاجمون ويخذِّلون ويتهمون، يجتهد سادة الثغور وأسود الوغى في الإثخان بالصهاينة يواصلون الليل بالنهار لا تفتر لهم همة ولا يكسر عزيمتهم يأس.
يواجهون بعزم الكبار وثقة المؤمنين أعتى قوة عالمية محتلة غاشمة مجرمة مدعومة من شياطين الأرض شرق العالم وغربه لا يكلّون ولا يملّون، يد على الزناد وعين ترقب العتاد وروح متوثبة نحو الإثخان بالعدو أو نيل شرف الاستشهاد.
واليوم يرتقي القائد أبو إبراهيم يحيى السنوار، نحو العلا مقداماً مقبلاً غير مدبر، وقد علا الغبار جسده الذي أبلاه أسيراً مجاهداً في سبيل الله -فيما نحسبه- بكامل لباسه العسكري، متقدماً جنوده في مواجهة مع العدو، صانعاً بطولة في الثبات وفي الموقف، وتاركاً وراءه إرثاً للأمة من بعده، ودرساً سيعيه كل من يطلع على سيرته أن نفوس المؤمنين تواقة لجنات الخلد، وإن كان ثمنها الروح التي قدمها وإخوانه رخيصة في سبيل الله، دفاعاً عن مقدسات الأمة، وسعياً لتحرير مسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من رجس الصهاينة المعتدين، وتأكيداً لحقيقة أن العز كل العز بالرباط وبالجهاد لا بمؤتمرات التطبيع مع أرذل الخلق واستجداء السلام الذليل مع ناقضيه.
تقبل الله السنوار في الشهداء، وسدد الله من خلفه في مواجهة العدو.. ولا نامت أعين الجبناء!