كنت أظن أن العصبية والعنصرية لا تصدر إلا من جاهل لا يفقه علماً، ولا يقيم وزناً للثقافات والاختلافات حتى ليل التعيينات الوزارية التي أصدرها الملك عبدالله – وفقه الله – والتي جاءت بوزير من جنوب المملكة، قيل عنه: إنه أول وزير جنوبي!
كنت أظن أن العصبية والعنصرية لا تصدر إلا من جاهل لا يفقه علماً، ولا يقيم وزناً للثقافات والاختلافات حتى ليل التعيينات الوزارية التي أصدرها الملك عبدالله – وفقه الله – والتي جاءت بوزير من جنوب المملكة، قيل عنه: إنه أول وزير جنوبي!
راح الطاعنون ومن غرق في أوحال العصبية القبلية والمناطقية يطعنون في الرجل، وتمدد الطعن إلى قبيلته ومنطقته، ثم تمدد أكثر إلى منطقة الجنوب، كل ذلك عبر “هاشتاقات تويتر”، وللأسف بعض السخريات صدرت من معارف تتوسم فيها الخير! في الوقت الذي تتقدم فيه مساحات الرقي والعلم في عالم الحياة، تجد مساحات الجهل تتوسع وتتغلغل في عقول المتعصبين، متى يدرك هؤلاء أن مقاييس نجاح أي وزير أو مسؤول هي بعمله وإنجازاته لا بأصله وفصله؟!
يظن المتعصب – لجهله – أن حرية “تويتر” تمنحه الحق في أن يسخر من الناس ويغتابهم، ونسي أن العيب ليس في حرية “تويتر” بل في المستخدم، فما كان الحرام حلالاً يوماً ما لا عبر “تويتر” الذي لا رقيب عليه إلا الله تعالى ولا غيره، والمتعصب – من قلة علمه – يعتقد أن قوله: “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد” لا تمتد لساحات “تويتر”، و”الفيسبوك”.
مثل هذا المتعصب يجهل أن كبريات الصحف في السعودية ترأس ويترأس تحريرها من أهل الجنوب، مثل هؤلاء العنصريين لا يعلمون أن علماء ودعاة ومفكرين ومسؤولين أتوا للعالم من الجنوب، مثل هؤلاء لا يتأملون أن نسبة الجنوب في الجيش والأمن الداخلي عالية، مثل هؤلاء المتعصبين لا يعرفون ولا يريدون أن يعرفوا لأن المتعصب – كما قيل – أعور لا يرى إلا بعين واحدة!
المحاصصة في الوزارات مطلوبة، فنسبة حضور الشمال والجنوب تكاد تكون صفراً، بينما الوسطى تتصدر تليها الغربية، أنا لا أركز كثيراً على المحاصصة في نسبة كل جزء من الوظائف، والوزارات في النهاية ليست منحاً للترضية بل هي مسؤوليات ينتدب لها الأكفأ، والعبرة ليست بالمنطقة التي جاء منها معالي الوزير، وإنما بالإنجازات التي حققها.
في بلد كالسعودية كان التعصب والتناحر القبلي حاضراً، وبعد أن توحدت ذابت تلك العنصريات وخفت درجة التعصب، لكن للأسف هناك من يحييها ويحاول إنعاشها عبر أدوات التواصل، والقنوات الشعبية!
لا أكتب هذا المقال انتصاراً لأحد، بل أكتبه كواجب إسلامي أولاً ووطني ثانياً، فالعصبية المناطقية لا تقل سوءاً عن العصبية القبلية، وكلاهما ممقوت دينياً ووطنياً وهما نتاج بيئة وتربية منزلية خاطئة، ولا أرضى بشتم أو النيل من أحد بناءً على قبيلته أو منطقته أو نسبه، فكلنا في النهاية لآدم وآدم من تراب، ورب العباد عز وجل أخبرنا أن التفاضل بالتقوى وأن أكرمنا عنده أتقانا!
ولكم تحياااااتي.
للتواصل
تويتر: @alomary2008