ينشأ القادة متأثرين على نحو كبير بكلمات وأفعال ذويهم، فكل ما نقوله ونفعله يؤثر في أطفالنا؛ فيحاكون تصرفاتنا لأننا مثلهم الأعلى في العلاقات والتفاعل الإنساني.
ونحن نرشد أطفالنا بأن نريهم كيف يعيشون في هذا العالم مع ما يواجهونه من تحديات وما يقع عليهم من مسؤوليات باعتدال واسترخاء أكثر، كما نبيِّن لهم طرق التعامل مع الغير والتفكير الإيجابي، والعدل، والتعاون، وإدارة الوقت وأعمال الحياة اليومية مثل الأمور الشخصية والمطالب المدرسية، ونساعدهم على التفاعل الإنساني والتقدم في الحياة.
ويمكننا أن نرى كيف يمكن بسهولة أن يكبر الأطفال دون أن يكونوا قادة أو منتجين نتيجة للأمثلة التي أوردتها سابقاً.
فهناك آباء يعظون أولادهم بمشاجرتهم ويبثون الطاقة السلبية فيما بينهم يومياً، وهناك أشخاص يكرهون ويخلقون الكراهية في نفوس أطفالهم وينزعون منها العدل والمساواة.
وهناك آباء لا يملكون وقتاً لأولادهم، أو يشعرونهم بغيابهم عاطفياً أو جسدياً نتيجة لمشكلاتهم الخاصة، لا شك أن هؤلاء الأولاد يعانون من مشكلات عديدة ما لم يجدوا في حياتهم قائداً آخر أو قدوة أكثر إيجابية ومن الممكن حدوث ذلك، بل دائماً ما يحدث.
فكيف إذن تنشئ قائداً؟ إليك هذه خطوات العشر البسيطة:
1– القيادة بالقدوة؛ تذكر أنك لست دائماً المثل الأعلى لأنك بشر، لكن اعترف بأخطائك ولا تغفل أبداً عن مسؤوليتك.
2- تولَّ المسؤولية تجاه أمور حياتك، ودع طفلك يشاهدك تقوم بذلك، اعمل بجد وحدد لنفسك أهدافاً ثم اتبعها وشجع طفلك على أن يعرف أهدافه ثم ساعده على الوصول إليها.
3- ادعم النشاطات التي يحبها طفلك، وأظهر له الفخر لمعرفته القيام بأي عمل، واطلب منه أن يعلمك أموراً يعرفها ولا تعرفها أنت.
4- شجعه على أن يدلي بدلوه، واسأله عن رأيه في حدث جديد أو موضوع للنقاش، ودعه يعبر عن وجهة نظره حتى لو كانت مخالفة لك.
5- كلفه بمشروع أو مهمة ليقوم بها؛ فذلك يمنحه شعوراً بالرضا عن نفسه لما حققه من إنجاز، ويمكنه على سبيل المثال أن يتعلم طهو حساء للغداء، أو تنظيف ناحية من المنزل، أو ترتيب إحدى الغرف كما يريد، ولا تنس الثناء على ما بذله من جهد.
6- دعه يتخذ قرارات حول ما يكون على وجبة الغداء وما يود القيام به في نهاية الأسبوع وأين يريد أن يقضي العطلة.
7- أظهر له كيف تتولى المسؤولية حيال ظروفك، فإن شعرت بالملل، فإنك تجد لنفسك عملاً تشغل به وقتك، وإن ضاق عنك المال فإنك تتصرف لحل تلك المشكلة أي أنك لا تسمح للظروف أن تربكك أو تتركك عاجزاً.
8- علم طفلك كيف يفكر بإيجابية، وعلمه أيضاً كيف يمكن أن يكون التفكير سلبياً، وكيف يقوم مباشرة بإدخال الأفكار الإيجابية إلى عقله وهذه مهارة سيتعلمها ويحتاجها على الدوام.
9- أظهر له الصبر والجرأة والشجاعة في حياتك الخاصة.
10- شجع الحرية في نفسه ليكون كما هو، ويعبر عن ذاته كما هي، ويسمح للآخرين بالمثل ما لم يعرض ذلك أحداً للأذى.
تذكر أنك بحاجة لتعليم طفلك ما تريده أن يكون عليه من خلال ضربك مثلاً حياً له بأقوالك وأفعالك.
لذا يجب أن تكون على وعي دائم بتصرفاتك ما دمت تريد صنع قائد، ولتكن أنت القائد في عالم طفلك الخاص أو في العالم عموماً، وعلى الرغم من أننا في أحايين كثيرة قد نصدر أقوالاً أو أفعالاً خاطئة أو نقوم بأمور لا معنى لها، فإننا مع الحفاظ على وعينا بالكلمات والأفعال الأكثر تأثيراً سنمنح أطفالنا فرصة للنجاح في هذا العالم الصعب.