– المهرجان استهدف تحفيز الجيل الجديد على تعلم “الضاد”
لتعزيز مكانة اللغة العربية، ولترسيخ الهوية العربية والإسلامية، أقامت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) في قطر، مهرجانها الأول للغة العربية (الضاد)، وذلك بحضور عدد كبير من المهتمين، والصغار، بهدف تحفيزهم على الارتباط بلغتهم.
المهرجان أُقيم تحت شعار “نشر اللغة العربية مسؤوليتنا جميعاً”، وتضمن العديد من الفعاليات المختلفة، التي استهدفت إعلاء شأن لغة القرآن الكريم، متضمناً تخصيص مكتبة للكتب المستعملة، وشهد العديد من المسابقات التي استهدفت جميعها تعزيز مكانة العربية بين المشاركين، ودعم الهوية العربية والإسلامية.
ويأتي إقامة المهرجان امتداداً لفعاليات “الضاد” التي دشنتها مؤسسة الحي الثقافي في نهاية عام 2014م، ومازالت مستمرة، انسجاماً مع أهداف المؤسسة، في التأكيد على الهوية الثقافية العربية والإسلامية، والاهتمام والعناية بها.
واعتبر المهرجان مناسبة للاحتفاء باللغة العربية بطريقة مبتكرة ومختلفة، في إطار الحرص على أهمية اللغة العربية وتحفيز الجيل الجديد على الارتباط بها، في مناح تغلب عليه روح المنافسة والتفاعل، وهي الفعالية التي شهدت العديد من الجوانب المتنوعة، التي استمتع بها جمهور “كتارا” من الزائرين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، علاوة على القطريين والمقيمين بالدوحة، كونها حملت طرقاً مبتكرة لتعلم اللغة العربية، وتعزيز مكانتها.
ومن بين هذه الطرق محاكاة حياة الماضي في رواق الشعر، حيث تبارى شعراء المعلقات السبع في إبداع أجود ما جادت به قريحتهم الشعرية، وقيام أدوار هؤلاء الشعراء نخبة من الفنانين العرب، بالإضافة إلى إقامة “ركن القراءة”، وهو عبارة عن قراءة قصة وتلخيصها، بالإضافة إلى “قصة ورسم”، وقام خلالها المشاركون بتحويل القصة المقروءة إلى أخرى مصورة.
أما فعالية “سوق الضاد”، فأتاحت للزوار اقتناء مشغولات يدوية من الحرفيين، ورسومات أبدعها فنانون بأروع أنواع الخطوط العربية التي صاغها خطاطون مهرة، بينما كانت فعالية “منبر الخطابة” مفاجأة للجميع، كونها أثارت الوعي بـ”فن الخطابة”، من خلال استحضار خطب مجموعة من المفوهين والبلغاء والفصحاء الذين عرفوا عبر تاريخ العصور الأدبية.
وتضمن المهرجان أيضاً “بيت الراوي من التراث العربي”، حيث استمع الجمهور لقصص أعظم الشخصيات في التراث العربي، ومنهم: أبو زيد الهلالي، وسيف بن ذي يزن، والأميرة ذات الهمة، والزير سالم، وحمزة البهلوان، علاوة على فعالية تدوير المعرفة، والتي سعت إلى الاستفادة من فن كتابة الخط العربي في “ركن الخط العربي”.
واستمتع متذوقو الشعر العربي، في رواق “شخصيات من التاريخ” بأشعار كل من امرئ القيس، وطرفة بن العبد، والحارث بن حلزة، وزهير بن أبي سلمى، وعمرو بن كلثوم، وعنترة بن شداد، ولبيد بن ربيعة.
ووجد القراء وراغبو المطالعة بغيتهم في “مكتبة كتارا للكتب المستعملة”، وما يحبونه من صنوف الأدب والعلوم، بالمجان، كما كان بإمكانهم إيداع ما يملكونه ولا يستعملونه، ليستفيد منه الآخرون.
وبدوره، قال د. خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام لـ”كتارا”: إنه يكفي لغة الضاد شرفاً أنها أسمى اللغات وأرفعها مكانة، لأنها لغة القرآن الكريم، التي اختارها الله عز وجل لغةً وبياناً لكتابه العزيز، موضحاً أن الجمهور شهد فعاليات متنوعة، وفقرات مبتكرة وتفاعلية، أقيمت لأول مرة في قطر والمنطقة، لنبحر من خلالها معاً في لغتنا العربية الجميلة، التي تحتاجها أجيالنا اليوم، في ظل التطور العالمي في ثورة المعلومات والاتصالات، وهو ما شكل فرصة ثمينة للتمسك بالهوية، والمحافظة عليها، والعمل على نشرها.
وشدد على أن المهرجان حقق أهدافه المنشودة، وهو تعزيز التمسك بالهوية، والمحافظة عليها، والعمل على نشر الوعي بأهمية اللغة العربية في مختلف الأوساط، وتعزيز الهوية الانتماء الوطني والثقافة العربية من خلالها، وصولاً إلى ترسيخ حضورها والارتقاء بها، بما يخدم التعليم والثقافة في دولة قطر.
من جهته، وصف خالد عبدالرحيم السيد، المشرف العام على المهرجان (الضاد)، المهرجان بأنه حقق نجاحاً كبيراً وسط إقبال طلاب المدارس، لافتاً إلى تحويل الأفكار والمبادرات التي شهدها المهرجان إلى مشاريع إنتاجية تلفزيونية مثل “المطارحات الشعرية”، و”بيت الضاد” لما لهما من صبغة تفاعلية.
أما د. علي الكبيسي، المدير العام للمنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية، فقال: إن مثل هذه الفعاليات تسهم في تعزيز اللغة العربية والمحافظة عليها من خلال الفعاليات المتعددة، إذ تسعى إلى بيان أهمية اللغة العربية ودورها في المجالات المختلفة، لافتاً إلى أن كثيراً منها يدعم تشجيع الأطفال على تعلم اللغة العربية لديهم وتنمية مهاراتهم وملكاتهم اللغوية.
ومن جانبه، قال المغربي حسن مكيات، مقدم فقرة “تباين اللهجات بين الدول العربية”: إن مشاركته بالمهرجان جاءت انطلاقاً من اهتمامه باللغة العربية، لإرسال رسالة باللغة العربية الفصحى، بما يسهم في إشعاع اللغة العربية من الناحية الفنية، مؤكداً أن مشاركته استهدفت رصد علاقة اللهجات العربية المحلية وعلاقتها باللغة العربية الأم.
ولفت أحمد السيد محمود، مدرس للقرآن الكريم بأكاديمية الدوحة، إلى أن المهرجان عمل على إحياء اللغة العربية، فنحن في هذا الزمن نحتاج للغتنا، لأن كل شيء ينبغي أن يكون باللغة العربية.