لا يتوقف الاحتلال الصهيوني عن انتهاكاته بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وخصوصاً الذين يشرعون في الإضراب عن الطعام احتجاجاً على المعاملة العنصرية أو الاعتقال الإداري غير القانوني، والمستخدم لردع الفلسطينيين في أي وقت كان.
محكمة الاحتلال توصي النيابة العسكرية الصهيونية بتغذية الأسيرين أحمد أبو فارة، وأنس شديد اللذين دخل إضرابهما اليوم 86.
عائلات الأسيرين أبو فارة، وشديد اعتبرت التوصية بتغذيتهما قسرياً قراراً بإعدامهما واستهتاراً بحياتهما، وعدم مبالاة بمعاناتهما.
جريمة دولية
ويرى الحقوقي خالد قزمار، مدير فرع الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، أن شرعنة التغذية القسرية بحق الأسرى المضربين عن الطعام من المحكمة العليا أمر خطير جداً يصل على حد الجريمة الدولية، فالقوانين في كافة المواثيق القانونية تحظر التغذية القسرية التي تنتهك كرامة وحياة الأسير المضرب عن الطعام.
وكانت نقابة الأطباء في دولة الاحتلال رفضت التغذية القسرية للأسرى المضربين عن الطعام، إلا أن مصلحة السجون رفضت هذا التوجه من قبل نقابة الأطباء، وطلبت من الأطباء العسكريين داخل السجون تطبيق التغذية القسرية.
أم حاتم، والدة الأسير أنس شديد، من دورا الخليل قالت لـ”المجتمع” في اتصال هاتفي معلقة على قرار المحكمة: المحكمة تريد قتل ابني بقرارها، ونحن نطالب بوقف هذه المحكمة الظالمة وقراراتها العنصرية، وابني الأسير يرفض التعاطي مع كل مبادرة لا تضمن له الإفراج، ونخشى عليه من الموت المفاجئ.
ولم تخفِ الحاجة أم حاتم خوفها الشديد على ابنها قائلة: الاحتلال اعتقل ابني إدارياً، ويرفض الإفراج عنه بعد 86 يوماً من الإضراب، ولا نملك إلا الدعاء، فهذا الاحتلال يقتل الأسرى بقرارات ظالمة تشرعنها محاكم الاحتلال.
إيمان عامر.. والدراما المحزنة
ما أصعب لحظات الترقب، وخصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بإعادة حكم المؤبد لأسير أمضى في سجون الاحتلال 36 عاماً، فالأسير نائل البرغوثي أصبحت سنوات أسره أكثر من نصف عمره.
المحررة إيمان عامر زوجة عميد الأسرى الأسير نائل البرغوثي تتحدث لـ”المجتمع” عن اللحظات الصعبة التي تعيشها، بعد أن أنهى زوجها الأسير مدة حكمه الثلاثين شهراً بعد خطفه عقب حادثة قتل المستوطنين في الخليل.
تقول الزوجة إيمان عامر التي أمضت في سجون الاحتلال قرابة 10 سنوات: زرت زوجي قبل أيام في سجن ريمون، وكان من المفروض أن يكون في منزلنا بيننا في حرية مطلقة، بعد أن أنهى مدة حكمه الأخيرة، وقد أمضى حتى الآن 36 عاماً من عمره 58 عاماً، والاحتلال أبقى عليه بعد انتهاء الحكم الأخير، كي تصدر المحكمة حكماً بإعادة الحكم المؤبد له.
وتضيف عامر متسائلة: أي ظلم نعيشه ويواجهه زوجي منذ عشرات السنوات، وأثناء الزيارة كان الغضب ينفجر من داخلي رغم أنني حرصت على الإخفاء أمام هذا العملاق الفلسطيني، كان الوضع درامياً بامتياز، كانت الحيرة في عيوننا من خلف ألواح الزجاج العنصرية، وكانت مصلحة السجون تتعمد التشويش علينا في الهواتف الموجودة في قاعة الزيارة، فهم يستكثرون علينا النظر لبعضنا بعضاً بدون حواجز، وألا نسمع صوتنا بدون هاتف، كانت اللحظات قاتلة في الزيارة، وتركت روحي في السجن وغادرت بجسدي المنهك، فهم قتلوا روحي وأبقوا على جسدي، وكل لحظة تمر لا أستطيع تصور المستقبل، فالمخابرات تلاحق زوجي منذ الإفراج عنه في صفقة “وفاء الأحرار”، وفرضت عليه إقامة جبرية في قريته، وحرمته من الحضور وقت الزفاف إلى منزلنا كعادة العرسان في فلسطين، وحرم زوجي من حنان الأبوة، فكل حياتنا كانت 32 شهراً من الزواج، وفشلت محاولة الزراعة الأولى للإنجاب، وكنا نستعد لجولة أخرى من الزراعة إلا أن الاعتقال كان لنا بالمرصاد، واليوم ينتظر زوجي حكماً عنصرياً بإعادة المؤبد له، وقبل انتهاء مدة الاعتقال الأخير حاولت المخابرات ومصلحة السجون وضعه في عزل دائم عن الأسرى، ولولا وقفة الأسرى الجادة والقوية لبقي زوجي نائل في العزل حتى اللحظة.
وتضيف: هذا الاحتلال الظالم يقتلنا يومياً، فكل محيط نائل العائلي ومن يعرفه قد اغتالت المخابرات الصهيونية مشاعرهم وأحاسيسهم، وتتعمد أن يكون زوجي الأسير نائل في السجن بشكل دائم، فالاحتلال يمارس الانتقام بحق زوجي وكافة الأسرى، وهذا يتوجب على الجميع العمل على قضية الإفراج عنهم في أسرع وقت، فالعمر يمر بسرعة.
وكانت سلطات الاحتلال قد أعادت اعتقال أسرى صفقة “وفاء الأحرار”، عقب مقتل 3 مستوطنين في 14 يونيو 2014م، وتم أيضاً إعادة الأحكام السابقة لهم قبل الإفراج، وبلغ عددهم من أبناء الضفة الغربية والقدس 63 أسيراً.