تنوعت وسائل التضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال من قبل الفلسطينيين، في ظل استمرار إضراب الكرامة المستمر منذ السابع عشر من أبريل الماضي، ففي مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، قرر عروسان التضامن والاحتفال بزواجهما في خيمة التضامن مع الأسرى؛ في خطوة لإبراز التضامن مع الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية التي دخلت شهرها الثاني.
عاكف نزال، أسير محرر وشقيق العريس إسلام نزال، قال: هذه الخطوة جاءت للتعبير عن مدى التضامن الواسع مع الأسرى في سجون الاحتلال، ففرحنا ممزوج بألم ووجع الأسرى الذين دخلوا مرحلة خطيرة.
وأضاف: جاء شقيقي العريس وعروسته إلى الخيمة مباشرة قبل أن يتوجها إلى صالة الأفراح، في إشارة إلى إن الزواج يبدأ من خيمة التضامن مع الأسرى، الذين هم خيرة أبناء الشعب الفلسطيني.
المحرر عاكف نزال يواصل الاعتصام في خيمة التضامن، ويشرف على فعاليات الخيمة اليومية، واستقبال الوفود، يؤكد أن هذه اللوحة من التضامن لها رسالة واضحة للمحتل أن الفلسطينيين في كل مناسباتهم يستذكرون الأسرى، وأي سوء يمس الأسرى ستكون له عواقب وخيمة، فحياة الأسرى من حياة الشعب الفلسطيني.
وأضاف: خيمة التضامن مع الأسرى وسط مدينة قلقيلية في ميدان الشهيد أبو علي إياد أصبحت عنواناً رئيساً لكل أشكال التضامن مع الأسرى.
بدوره، أكد مدير نادي الأسير في محافظة قلقيلية المحرر لافي نصورة أن تنوع الفعاليات التضامنية مع الأسرى في خيمة التضامن يدلل على عمق الرابطة بين الشعب الفلسطيني وأسراه، فوجود عروسين داخل خيمة التضامن له دلالات غاية في الأهمية؛ منها أن الأسرى في وجدان الشعب، وأنه لا انفصال بين حياة الشعب الفلسطيني وحياة الأسرى في سجون الاحتلال.
وأضاف نصورة: فعاليات خيمة التضامن لها قيمتها المعنوية بالنسبة للأسرى، فطلبة المدارس وكافة النقابات المهنية والأطر الشعبية والفصائلية والرسمية والدينية وإقامة صلاة الجمعة في الخيمة تشير إلى الإجماع الذي يحظى به قضية الأسرى، وهذا عامل قوة ومساندة إيجابية للحركة الأسيرة.
وأكد د. أحمد نوفل، خطيب الجمعة في خيمة التضامن، أن قضية الأسرى دخلت مرحلة خطيرة، والفلسطينيون مطالبون بمساندة الأسرى في كافة مناسباتهم الحياتية حتى تكون قضية الأسرى في مقدمة أولوياتهم، والاحتلال عندما يرى قوة حضور الأسرى في المشهد الفلسطيني يراجع حساباته ويستجيب إلى مطالبهم العادلة.
وأضاف: في ظل استمرار إضراب الكرامة ودخوله الشهر الثاني، الواجب الملقى على عاتقنا جميعاً التحرك الفوري والعاجل بكافة السبل والاتجاهات لإيصال رسالة الأسرى العادلة لكل العناوين ومن ضمنهم قادة الاحتلال أنفسهم.
وعلق المحرر أكرم منصور الذي أمضى 32 عاماً في الأسر على الاحتفال بالزواج داخل خيمة التضامن قائلاً: نحن أمام ظاهرة غاية في المثالية الإنسانية، فكل عريس همه الأول في بداية زواجه استحضار كل ما هو سار، إلا أن الشعب الفلسطيني في أفراحه يستذكر وجع الأسرى وألمهم، وهذه هي الإنسانية بذاتها، أن يبدأ عروسان حفل زواجهما من خيمة فيها معاني الألم والتضامن مع آلاف الأسرى الذين يتعرضون لمجزرة حقيقية من قبل أعتى احتلال في العالم، والعالم المتحضر يصمت تجاه هذه الجريمة المركبة بحق أسرانا في السجون التي هي مدافن أحياء.