دعت جماعة الإخوان المسلمين في سورية، اليوم الأحد، المجتمعين في القمم الخليجية العربية الأمريكية في الرياض اليوم، إلى تحقيق سياسات إستراتيجية تحافظ على تعددية العالم وتنوعه وغناه وإحلال الوئام والتعاون على الخير بين أبنائه جميعاً.
وقالت الجماعة في بيان تضمن ثلاث رسائل، وصل “المجتمع” نسخة عنه: تلتقون اليوم في رحاب المملكة العربية السعودية، التي تشكل بتاريخها وحاضرها ورمزيتها محضن الإسلام، الذي يدين به اليوم خُمس سكان العالم، وإننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، إذ نستقبل مؤتمركم بالأمل، والدعاء لله العلي القدير أن يوفق خطاكم لما فيه نفع الإنسانية والإنسان، والشعوب المستضعفة المقهورة، ونصرة القضايا العادلة.
نص الرسائل:
نضع بين أيديكم رسائل ثلاث..
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
خاطب ربنا، تبارك وتعال، عبده الملك النبي داود عليه السلام بقوله: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ) (ص: 26).
وإنه لخطاب مفتوح لكل الأخيار العقلاء، ممن يتقلدون أمر الناس في الأرض، أن يجعلوا الحق والعدل أساس حكمهم وغايته.
يشهد العالم هذه الأيام حرباً ممنهجة، باردة وساخنة، تشن على الإسلام والمسلمين، تحت عناوين وذرائع، ليست من الحق في شيء، ونقدر أن وضع حد عملي لهذه الحرب المستندة إلى أشكال من التمييز الثقافي المقيت، والتوافق على منهجية جديدة للتعامل الإنساني بين البشر هو ما ينتظره المسلمون حول العالم من لقائكم المهيب.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
إن مما توافق عليه الحكماء والعلماء، في كل ميادين العلوم الكونية والإنسانية، أن فهم الظواهر يتم بمعرفة أسبابها، وإن تعزيز الإيجابي من هذه الظواهر، أو كبح السلبي إنما يتم من خلال التعامل الحكيم مع هذه الأسباب.
إن الإرهاب الذي يشكل تهديداً لحياة البشر ولأمنهم ولطمأنينتهم، هو واحدة من أخطر الظواهر السلبية المقيتة والمستنكرة، وإن اتفاقنا على إدانة هذه الظاهرة، وعلى تلمسنا السبل العملية لمواجهتها تتطلب من الجميع أن يكونوا علميين وموضوعيين في مناهجهم وفي طرائقهم وأدواتهم وأساليبهم.
إن أول خطوة على طريق الحق في هذا السبيل أن نوقن أن الإرهاب لا هوية له، وأن أي محاولة لإلصاق الإرهاب بهوية هو نقض لمنهج الحق الذي قامت عليه السماوات والأرض.
وإذا كان ما فعله هتلر، وموسوليني، وستالين، وما يفعله بشار الأسد بشعب سورية اليوم من تقتيل وتعذيب وحصار وتجويع ليس إرهاباً فعلى الحضارة الإنسانية السلام.
وإن ما تفعله إيران والمليشيات الشيعية المنتشرة على الأرض السورية من قتل وتدمير للإنسان والأفكار والمعتقدات ضمن مشروع احتلالي توسعي؛ لهو أخطر إرهاب يواجه المنطقة كلها وليس سورية فحسب، إن مواجهة هذا الإرهاب الإيراني العابر للحدود هو أوجب الواجبات حتى تنعم شعوب المنطقة بالأمن والسلام.
إن التصدي للإرهاب الفاعل، المتمثل في التمييز السلبي بكل صوره كما في الاستبداد والفساد، هو الخطوة الأولى على طريق الحرب الصادقة على الإرهاب.
وإنه لمن حق أن نقرر أن شعوبنا العربية والمسلمة، وأن جماعتنا – جماعة الإخوان المسلمين – كانت هي الضحية الأولى للإرهاب فاعلاً ومنفعلاً، وأنها كانت وستبقى تتقدم الصفوف في التصدي لظاهرة الإرهاب بأبعادها، بكل الوسائل مشروعة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
لقد انطلقت ثورة شعبنا في سورية ثورة عفوية وطنية صادقة، تعلي كل القيم الإنسانية الخيرة، وتطالب بالعدل والحرية والكرامة الإنسانية، لقد كانت ثورة شعب مستضعف عانى من الاستبداد والفساد والظلم والتمييز.
إن الشعب السوري، وجماعتنا جزء منه، سيظل صامداً في الدفاع عن حقوقه، متمسكاً بوحدة أرضه ومجتمعه محافظا على تعدديته الجميلة، حتى يبني دولته المدنية الديمقراطية التعددية، دولة لا مكان فيها لمحتل غاصب، ولا لمتسلط فاسد.
وإننا لننتظر من لقائكم الدعم والتأييد لقضية شعبنا العادلة، ولكل قضايا المستضعفين في هذا العالم.
وفقكم الله للخير، وسدد على طريقه خطاكم.