تفاجأ الفلسطينيون ومعهم أحرار لبنان بالتصريحات العنصرية المقيتة التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي من أمريكا والتي تعتبر الفلسطينيين والسوريين “عبئاً كبيراً بل خطراً ديمجرافياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً وأمنياً”، وكان قد اتهم في تصريحات سابقة مخيم عين الحلوة بأنه مصدر تهديد لمنطقة درب السيم المجاورة للمخيم من الجهة الجنوبية.
رابطة علماء فلسطين في لبنان استنكرت هذه التصريحات المسيئة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مؤكدة في بيان لها، اليوم السبت، إدانتها هذه التصريحات واعتبرتها تحريضية بامتياز، ولا تخدم العلاقة بين الشعبين الشقيقين، كما أنها تؤسس لعداوة وبغضاء مما يشكل تهديداً للسلم الأهلي.
وقالت الرابطة في بانها: إن الفلسطينيين في لبنان وبعد سنوات الحرب الطائفية المشؤومة، عضّوا على الجراح، وفتحوا صفحة جديدة مع كافة الأطياف اللبنانية بما فيها تلك التي نالهم منها الأذى والظلم والطغيان، ونسجوا علاقات طيبة مع الجوار المسيحي مما أفرز حالة استقرار وعلاقات ود وتعاون منذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان حتى أيامنا هذه؛ فلماذا هذه التصريحات؟!
وأضافت: إن الشعب الفلسطيني ساهم في بناء لبنان، وليسأل غبطة البطرك حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة، والإعلامي الأستاذ طلال سلمان اللذين وضحا مشكورين عطاءات وإنجازات ومساهمات الفلسطينيين في بناء لبنان، وإن الشعب الفلسطيني يتطلع للعودة المظفرة والتحرير المبين لأرض فلسطين، وأي إساءة له هو استهداف للقضية الفلسطينية، لذا نطالب بطرك الموارنة أن يراجع حساباته، ويضبط كلامه، ولا ينفخ في بوق الطائفية المشينة.
وتساءلت الرابطة عن مواقف البطريرك من قتل المقدسيين وسفك دمائهم، ومحاصرة المسجد الأقصى، ومنع المصلين من الوصول إليه، ومنع الأذان أن يرفع فيه، أين كان غبطة البطرك؟! ولماذا لم يقتد بمسيحيي فلسطين الأحرار الأبطال الذين تضامنوا مع مساجد فلسطين، ورفعوا الأذان من كنائسهم، في موقف سيسجله التاريخ لهم، كما سيسجل مواقفكم العنصرية الظالمة!
ودعت الرابطة خلال بيانها بطريرك الموارنة في لبنان التحلي بمزيد من الحكمة، والدعوة للتسامح والمحبة والسلام بدل التحريض وكيل الاتهامات العنصرية التي أساءت للبنانيين والفلسطينيين على حد سواء.
كما دعت المسؤولين اللبنانيين وخاصة المرجعيات الدينية والسياسية والحقوقية في لبنان إلى رفض هذه التصريحات العنصرية التي تحمل في طياتها تحريضا على التهجير وسفك الدماء.
وأكدت في ختام بيانها أن الشعب الفلسطيني في لبنان يرفض التوطين والتهجير، وبوصلته موجهة إلى فلسطين، ويحلم باليوم الذي يعود فيه إلى الوطن السليب.