تلقى العملية العسكرية التركية ضد مليشيا وحدات الحماية الشعبية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يسيطر على مدينة عفرين بريف حلب، تأييداً كبيراً وشعوراً بالسعادة من قبل أهالي محافظة الحسكة، ولا سيما بعد أن شاهدوا حالة الذعر التي أصابت عناصر المليشيا جراء القصف التركي لمناطق سيطرة “وحدات الحماية” في عفرين.
وقال أبو بشير من سكان بلدة الهول لوكالة مسار برس إن مليشيا وحدات الحماية الشعبية تعيش حالة رعب بعد قصف مواقعها في عفرين من قبل الجيش التركي، مؤكدا مباركة أغلب أبناء المحافظة لهذا العمل العسكري ضد المليشيا نظراً لسياستها الإجرامية ضد المدنيين.
وأضاف أبو بشير أن دخول الجيش التركي إلى مدينة عفرين مؤشر على جدية القضاء على المليشيات الكردية الانفصالية التي ارتكبت أبشع الجرائم بحق المدنيين، وجاهرت بعدائها للسوريين، ولا سيما عندما رفعت أعلام وصور حزب العمال الكردستاني وزعيمه عبد الله أوجلان.
وتمنى أبو بشير أن لا تقتصر هذه العملية على عفرين فقط، بل أن تشمل كل مناطق سورية الشمالية من أجل القضاء على الدعوات الانفصالية التي تهدد وحدة سورية.
بدوره، اعتبر سالم أبو عمر، أستاذ لغة عربية في مدينة الشدادي، دخول الجيش التركي إلى مدينة عفرين بداية نهاية للمليشيا الكردية الانفصالية.
وأشار سالم أبو عمر إلى أن القضاء على حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف على قوائم الإرهاب لا يكون بالسياسة والكلام بل بالعمل العسكري الذي نأمل أن يمتد إلى محافظة الحسكة ليكون سببا في خلاص الأهالي من حكم الانفصاليين الذين فرضوا أيديولوجية غريبة ولغة جديدة علينا الهدف منها تغيير الهوية الوطنية السورية.
من جهتها، عبرت أم خالد من مدينة الحسكة عن فرحها بسماع إعلان دخول الجيش التركي والجيش السوري الحر إلى عفرين، واعتبرته جزءا من العدالة التي يجيب أن تنالها مليشيا وحدات الحماية الشعبية.
وذكرت أم خالد التي فقدت ابنها بعد تجنيده إجبارياً في صفوف المليشيا الكردية، أن هناك الآلاف من السوريين الذين فقدوا أبناءهم سواء في سجون حزب الاتحاد الديمقراطي أو من خلال تجنيدهم في صفوف مليشيا وحدات الحماية.
من جانبه، رأى أبو جلال من مدينة الحسكة وأحد المهجرين في تركيا، أن انطلاق المعركة مؤشر لعودة الآلاف من السوريين الممنوعين من العودة بسبب المليشيا الكردية، مؤكدا أن دخول الجيش التركي إلى مدينة عفرين هو إعلان للقضاء على الإرهاب المتمثل بالحزب الكردي.
وتشهد محافظة الحسكة استنفاراً لمليشيا وحدات الحماية الشعبية، والتي بدأت بعملية تجميع لمقاتليها، وإصدار بعض القرارات التي تحاول من خلالها رفع الروح المعنوية لعناصرها بعد الخوف الذي أصابهم من التحركات التركية.
يشار إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي أمر الاستخبارات العسكرية التابعة له بإبلاغ أصحاب المحلات التجارية ومدراء المدارس وأصحاب الحافلات وسيارات النقل بالتوقف عن العمل وإجبارهم على الخروج بمسيرات للتنديد بالتدخل التركي، مع التأكيد على معاقبة من يتخلف عن المشاركة واعتباره خائنا.
يذكر أن رئاسة الأركان التركية أعلنت أن عملية عفرين بدأت اعتباراً من مساء أمس السبت، تحت اسم “عملية غصن الزيتون”.
وأوضح بيان صادر عن الأركان التركية، أن “عملية غصن الزيتون تهدف إلى “إرساء الأمن والاستقرار على الحدود التركية، وفي المنطقة، والقضاء على إرهابيي “بي كا كا / ب ي د / ي ب ك” وتنظيم الدولة في مدينة عفرين، وإنقاذ شعب المنطقة من قمع وظلم الإرهابيين.
وأكد البيان أن العملية “تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب، وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة، مع احترام وحدة الأراضي السورية”.
وشددت رئاسة الأركان على أن العملية “تستهدف الإرهابيين فقط، ويجري اتخاذ كل التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين”.