مع اقتراب شهر أبريل، وهو الموعد الذي ستبدأ فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بوقف مساعداتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين؛ زاد الغليان والقلق في المخيمات الفلسطينية خاصة في قطاع غزة، الذي يعيش حصاراً مشدداً من قبل الاحتلال منذ أكثر من 11 عاماً، وسط تحذيرات من طوفان الجوع الذي سيجتاح المخيمات في حال طبقت “الأونروا” قرارها على إثر التقليصات الأمريكية بوقف الحصص الغذائية المقدمة للاجئين الذين يعيشون أوضاعاً اقتصادية واجتماعية وسياسية صعبة للغاية، حيث تشير التقديرات إلى أن نسب البطالة في مخيمات اللاجئين في قطاع غزة تصل إلى 80%.
“المجتمع” تسلط الضوء في هذا التقرير على واقع المخيمات الصعب، وكيف سيكون حالها في حال بدأت “الأونروا” بوقف المخصصات الغذائية في شهر أبريل القادم المقدمة للاجئين في غزة المحاصرة.
قال السياسي الفلسطيني محمود خلف لـ”المجتمع”: إن طوفان المجاعة سيجتاح المخيمات في شهر أبريل القادم بعد التقليصات الأمريكية للمساعدات المقدمة لـ”الأونروا”، هناك واقع مؤلم في المخيمات خاصة في غزة التي ينهشها الجوع والعطش.
وطالب خلف العالمَ أجمع بتعويض المساعدات الأمريكية من أجل إتاحة المجال لـ”الأونروا” في مواصلة عملها في تقديم الإغاثة للاجئين الجياع في المخيمات.
في السياق، قال أحمد مقداد، من حركة المجاهدين الفلسطينية: مخطط تصفية “الأونروا” من خلال تقليصات المساعدات لها خطير للغاية وينذر بكارثة، لا يمكن أن يسمح الشعب الفلسطيني أن يتم تصفية “الأونروا” إلا بعد تحقيق حق العودة لملايين اللاجئين الفلسطينيين لديارهم التي هجروا منها قسراً.
واتفق مع مقداد اللاجئ الفلسطيني عمر أبو الوفا حيث قال: إن المخيمات الفلسطينية تستصرخ كل الضمائر الحية بأن يتم إنقاذها من براثن الجوع والفقر وحياة البؤس.
وأكد أبو الوفا أن وقف الخدمات المقدمة من قبل “الأونروا”، هذا يعني كتابة الوفاة لعشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون على المساعدات المقدمة من “الأونروا”، التي لا تتجاوز في أحسن أحوالها في الشهر الواحد 100 دولار شهرياً للأسرة المكونة من سبعة أفراد.
بدوره، أهاب معاوية الصوفي، الناطق باسم حركة الأحرار الفلسطينية، بأن يتم التحرك العاجل من أجل وقف ثورة الجياع التي قد تحدث في حال أوقفت “الأونروا” مساعداتها بعد التقليصات الأمريكية للمساعدات المقدمة للمنظمة الدولية والتي تقدر بنحو 65 مليون دولار.
وأكد الصوفي أن هناك مخططاً لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وذلك عبر بوابة “الأونروا”، من خلال تصفيتها نهائياً، واستبدالها إلى المفوضية العليا للاجئين، وهذا لن يتم السماح به على الإطلاق.
وتعيش المخيمات في قطاع غزة وعددها ثمانية مخيمات واقعاً مأساوياً، حيث تقترب نسب الفقر فيها من 80%، يعيش فيها نحو 1.3 مليون نسمة في أوضاع معيشية صعبة.
وتقدم “الأونروا” رعاية إغاثية تتضمن الغذاء والدواء، والخدمات التشغيلية، وسط تخوفات من أن تتسبب التقليصات الأمريكية في انهيار منظومة الخدمات المقدمة للاجئين، وأن تدخل المخيمات الفلسطينية منحدراً جديداً من المجاعة والفقر، والبؤس، وهذا من المؤكد، كما يقول الخبراء، سيقود لانفجار في وجه الاحتلال “الإسرائيلي” الذي لطالما خطط لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وتشير سجلات “الأونروا” أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة ومخيمات الشتات يبلغ 6.3 مليون نسمة، وتحتاج “الأونروا” لموازنة سنوية لتقديم الخدمات المقدمة لهم نحو 1.2 مليار دولار، كانت المساعدات الأمريكية التي تقدر بـ300 مليون دولار تشكل نحو ثلث موازنة “الأونروا”، وسط آمال من “الأونروا” بجمع 800 مليون دولار خلال مؤتمر الدول المانحة في مارس المقبل.