أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بياناً في ذكرى معركة الكرامة الذي تصادف 21 مارس من كل عام، ومر على وقوعها قرابة 50 عاماً.
وتاليا نص البيان:
لأنها كانت الكرامة، وعلى أرضها شمخت، ومن نبضها العميق استقت، وبعزم الرجال الرجال، وفولاذ إرادتهم، جيشاً ومقاومة سكبت، فقد وثقت في سجل الوقائع الخالدة، معبرةً عن حقيقة أبناء هذه الأمة عندما يلتحمون بالعقيدة والمجد والكبرياء.
بعد نكسة يونيو 1967م، وحالة الذهول السائدة في الأمة كلها، وحيث غرور العدو في عليائه، وقد ظن الكثيرون من أبناء أمتنا أن لا مجال لحرب معه، الذي ظن أن أسلحته ومعداته ونصره، مانعة له من الهزيمة، أو إسقاط هيبته في منازلة غير متكافئة، لكن التضحية وروح الشهادة وقوة الوحدة، والإقدام والدم القاني الزكي، مرغ صلفه في التراب، وحدد طريق النصر ونهج العزة، وعمق الإيمان بهما لدى أجيال من شعبنا الواحد وأمتنا الكبيرة، فتحت عينها على تلك الحال قبل عام أو أقل.
وما زال هذا العدو وبدعم دولي يراهن على الفرقة، ويرعى الفتنة ويغذيها بأي صورة متاحة أو شكل، أملاً في تحقيق مراميه، وتثبيت كيانه المغتصب الدخيل، ويطمع أن يمرر صفقة تآمرية، تصفي القضية، وتمنحه القدس عنوان الطهر والرفعة والتوحد.
وكما استمدت الكرامة وأبطالها من روح مؤتة، وبسالة جعفر، وزيد، وابن رواحة، فإن وهجها لا يزال يومض في صدور أبناء هذا الشعب الكريم وجيشه العربي الأصيل، إيماناً وقيماً وإرادةً ماضية.
وما انفك الوعي عميقاً بخطورة المشروع الصهيوني على هذا الوطن العزيز، وأولويته في المواجهة، وما يتطلبه ذلك من بناء على أسس الحرية والكرامة، والعلم والإيمان، والعدل والاستقامة، والقوة بكل أنواعها، لقد أصبحت الكرامة رؤية وهتافاً ونهجاً، ونداء خالداً يتردد في جنبات الوجدان الجمعي العام، ومحفزاً للهمة والصبر والإصرار.
فسلام الله مبارك على شهدائها وعلى كل الشهداء، والتحية العطرة العبقة لكل من شارك أو أسهم في صناعة النصر والكبرياء، و(إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ).
جماعة الإخوان المسلمين – الأردن
الإثنين 2 رجب 1439هـ
الموافق 19/ 3/ 2018م
رابط مختصر للبيان عبر الموقع الرسمي للجماعة: goo.gl/sJG46o