– المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر: دولة الكويت دائماً تقدم مثالاً يحتذى به في التعامل مع الأزمات الإنسانية
– “فاو”: الدعم الكريم الذي قدمته الكويت ضروري جداً لبناء قدرات المجتمعات الريفية في اليمن على الصمود
واصلت المؤسسات والهيئات الكويتية، الأسبوع الماضي، نشاطها المتجدد في دعم جهود إعادة الإعمار وتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية بالمنطقة في ظل إشادات دولية متعددة بخطواتها في هذا المجال خاصة ما يتعلق باليمن.
فمن جانبه، أثنى مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي على التضامن الإنساني المتواصل الذي تقدمه دولة الكويت للمفوضية لما له من أثر بالغ في التخفيف من معاناة المتضررين من الأزمات والكوارث.
وأكد غراندي في تصريح صحفي عقب اجتماعه مع مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير جمال الغنيم دور دولة الكويت كإحدى الجهات الإنسانية الرئيسة المانحة في المنطقة والعالم.
وأضاف أن المفوضية ممتنة لقيادة الكويت وحكومتها وشعبها لكرمهم الثابت تجاه النازحين قسراً سواء كانوا من طالبي اللجوء أو اللاجئين أو النازحين داخلياً وممن هم بحاجة ماسة إلى الدعم.
وأوضح أن الاجتماع مع السفير الغنيم قد تناول دعم دولة الكويت لبرامج المفوضية الخاصة باليمن إذ من شأن هذا الدعم الذي جاء في الوقت المناسب أن يمكن المفوضية على نحو واسع من التخفيف من معاناة الأشخاص المتأثرين بإحدى أسوء الأزمات في العالم.
وذكر غراندي أنه سيكون للمساهمة الكويتية أثر مباشر على حياة كل هؤلاء وظروفهم المعيشية حيث إنها ستوفر لهم المساعدة والحماية الإنسانية المباشرة في وقت يستمرون فيه بإظهار عزيمة راسخة في مواجهة إحدى الأزمات الإنسانية الأكثر إلحاحاً في المنطقة.
بدوره، أكد المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر عقب لقاء عقده مع الغنيم أهمية الدعم الذي تقدمه دولة الكويت لبرامج اللجنة في اليمن، واصفاً إياه بأنه ذو أهمية كبرى للتعامل مع الأزمة الصحية في اليمن الذي يمر بظروف صعبة.
وقال ماورر: إن دولة الكويت دائماً تقدم مثالاً يحتذى به في التعامل مع الأزمات الإنسانية من خلال دعمها لبرامج اللجنة ولاسيما في اليمن، مشدداً على أن ذلك الدعم يمكّن اللجنة من تنفيذ مشروعات توفير المياه الصالحة للشرب وتهيئة الصرف الصحي ورعاية النازحين؛ مما يؤدي إلى استقرار الأوضاع نسبياً في اليمن.
وأكد أن اللجنة حريصة على الحياد والمصداقية في جميع برامجها لاسيما تلك المعنية بمناطق الصراعات والتوتر، مشيراً إلى تقدير الكويت لهذا الدور الذي تقوم به اللجنة.
من جانبه، قال السفير: إن ماورر سيقوم بزيارة قريباً إلى الكويت لإجراء مزيد من المشاورات حول الدعم الكويتي المخصص لبرنامج اللجنة في مناطق الصراعات والتوتر.
من جهته، أكد المستشار الأول في قسم تطوير البرامج والشؤون الإنسانية في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) رودريغو فينيت، عقب اجتماعه أيضاً مع السفير الغنيم، أن الدعم الكويتي لمشروعات المنظمة الخاصة باليمن يساهم في توفير حلول للمشكلات الزراعية الطارئة وتحسين الأمن الغذائي والتغذية في اليمن.
وقال ليفنيت: إن اليمن يواجه اليوم واحدة من أسوأ حالات نقص الغذاء في العالم التي جعلت 75% من سكان اليمن يعتمدون على مساعدات البرنامج للحصول على غذائهم الأساسي.
وأضاف أن الدعم الكويتي سيساعد المزارعين من خلال التدخلات التي تشمل إعادة تأهيل قنوات الري وتعزيز طرق الحصاد المائي التقليدية وإدارة المياه وتطبيق برنامج النقد مقابل العمل لدى الأسر الفقيرة والتخفيف من مخاطر الفيضانات وتشجيع المزارعين على استخدام أراضيهم لزراعة نوعين من المحاصيل بدلاً من نوع واحد.
كما أكد أن الدعم الكريم الذي قدمته الكويت ضروري جداً لبناء قدرات المجتمعات الريفية في اليمن على الصمود.
من جانبه، قال الغنيم: إن هذه المساهمة الكويتية تفتح باباً جديداً في العلاقة بين دولة الكويت ومنظمة “فاو” لتسريع الجهود الإنسانية لمساعدة الأشقاء في اليمن.
وأوضح أن الهدف العام لهذه التدخلات الإنسانية هو تحسين الأمن الغذائي والتغذية وتقليص الفقر في المناطق الريفية وتعزيز قدرة اليمن على إدارة المخاطر والتهديدات في القطاع الزراعي والاستجابة لها.
على صعيد متصل، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن شكرها لدولة الكويت على استمرار تقديمها الدعم السخي والنموذجي للأطفال في الشرق الأوسط، مثمنة المساهمة الكويتية للمنظمة أخيراً بقيمة 59 مليون دولار أمريكي لدعم الأطفال في اليمن.
وعلق السفير الغنيم في تصريح لـ”كونا” على الاجتماعات التي عقدها مع مناقشة خطط مشاركة الكويت في برامج المنظمة الدولية للهجرة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للتعامل مع الأزمة اليمنية بالقول: إن العمل الإنساني الكويتي يحظى بتقدير كبير من رؤساء ومديري منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى ذات الصلة.
وأوضح أن دولة الكويت تسعى من خلال التعاون مع المنظمات الدولية إلى تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني؛ إذ تهدف من التعاون مع منظمة الصحة العالمية للتخفيف من انتشار وباء الكوليرا وإعادة بناء البنية الصحية في اليمن.
وأضاف أن دولة الكويت تسعى من التعاون مع منظمة (فاو) إلى التخفيف من آثار المجاعة عن طريق تطوير قطاع الزراعة، لافتاً إلى تعاون الكويت مع اللجنة الدولية للصليب لمواجهة التداعيات الإنسانية بمناطق الصراع في اليمن.
وقال المسؤول الكويتي: إن بلاده تتعاون أيضاً مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية للتعامل مع انعكاسات الهجرة والنزوح في اليمن.
وقال السفير الغنيم: إن المشاركات الكويتية تأتي بناء على توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وفي إطار تعهدات الكويت بمؤتمر دعم اليمن عقد في أبريل الماضي بمقر الأمم المتحدة في جنيف.
وأعرب عن الأمل في أن يسهم هذا الدعم بتخفيف المعاناة الإنسانية وسد النقص في الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني ومنها مجاعة محدقة واحتياجات متزايدة وبنية تحتية دمرها الصراع.