إعدامات الحواجز العسكرية المنتشرة في الضفة الغربية باتت أماكن خطرة على كل من يعبرها من المسافرين، وأخطر هذه الحواجز الثابتة التي تحاط بعدة إجراءات عسكرية مثل حاجز زعترة جنوب مدينة نابلس وحاجز الكونتينر قرب بيت لحم.
حاجز زعترة سيئ الصيت والسمعة، تشهد أرضه إعدامات للعديد من الفلسطينيين بحجة تنفيذ عملية طعن لجنود صهاينة محصنين داخل غرف إسمنتية لا يخترقها الرصاص.
صباح السبت 20 أبريل الحالي، كان الشاب عمر يونس من قرية سنيريا جنوب قلقيلية ضحية من ضحايا الحاجز العسكري، وتم إطلاق النار عليه من قبل الجنود وأصابوه إصابة حرجة بزعم أنه كان يريد تنفيذ عملية طعن لأحد الجنود.
رواية شرطة الاحتلال تدعي ان شاباً عمره 20 عاماً من سكان بلدة سنيريا قضاء قلقيلية أثار اشتباه جنود ما يسمى حرس الحدود على حاجز زعترة، وجرت مطاردة له على الأرجل خلالها عارضت دورية للاحتلال سبيل الشاب الذي أخرج سكيناً وحاول فتح نوافذ الدورية لطعن الجنود، لكنها أطلقت النار عليه وهو مصاب بينما لم يصب أي من جنود الاحتلال بجروح.
وقال الناشط محمد زيد: من رواية الاحتلال نستطيع الاستدلال أن الشاب كان يمر من الحاجز، وتفاصيل المرور من حاجز زعترة غاية في التعقيد؛ حيث لا يسمح لأي شخص دخول الحاجز مشياً على الأقدام، وأقيمت مسارات ترابية حوله لمرور الفلسطينيين منه إذا أرادوا تجاوز الحاجز المحصن مشياً على الأقدام، مضيفاً: أي فلسطيني يخطئ في اتباع التعليمات تتم مطاردته وإطلاق النار عليه، فقبل استهداف الشاب عمر يونس كان هناك استهدف لفتاة فلسطينية تحمل الجنسية الأمريكية وتم إعدامها لعدم معرفتها التعليمات، وكذلك الشاب محمد مسكاوي من قلقيلية والعديد من الضحايا الذين استهدفوا بدم بارد.
ولفت زيد إلى أن الاحتلال يتعمد إيجاد تعقيدات أمنية داخل الحواجز العسكرية حتى يبرر استهداف أي فلسطيني سواء يمشي على الأقدام أو يكون داخل مركبة، موضحاً أن هذه السياسة أصبحت مكشوفة للقاصي والداني، فعلى سبيل المثال؛ أي سائق لا يقوم بإطفاء مصابيح المركبة عند الاقتراب من حاجز عسكري أقيم على الطريق يتم استهدافه بالرصاص، ولا يعلم كل سائق مركبة بهذه التعليمات إلا الذين لديهم معرفة مسبقة بذلك، وعند استهداف المركبة بمن فيها تكون التهمة والشماعة محاولة دهس للجنود.
وقال عيسى سميك (سائق): في كثير من الأحيان أتردد من المرور عبر حاجز زعترة وأحاول الذهاب إلى طريق آخر أكثر صعوبة حتى لا أشاهد الجنود والمستوطنين عليه، الذين يشكلون خطراً علينا، فأي حركة على الحاجز سواء من مركبة أو فلسطيني متوقف بعيداً عنهم تكون النتيجة الإعدام الفوري أو الاعتقال والضرب والإهانة.
وأضاف: كسائقين نحاول قدر الإمكان تجنب المرور عبر حاجز زعترة الذي أصبح مكاناً خطيراً على كل من يستخدمه، ونضطر لاستخدامه في كثير من الأحيان لأنه المنفذ الوحيد لنا إذا أغلقت الطرق الجانبية.
وتابع قائلاً: حاجز زعترة يتم السؤال عن وضعه يومياً بين السائقين بشكل يومي، فكل سائق يسأل زميله الذي سبقه عن وضع حاجز زعترة سواء من خلال تصرفات الجنود والمستوطنين وسيارات الشرطة التي تكون في المكان لتحرير المخالفات، فهو خبرنا اليومي الذي نسأل عنه كي نتجنب حوادث قاتلة فيه.
يشار إلى أن 600 حاجز بين ثابت ومتنقل (طيار) ومغلق بشكل كامل ينتشر في أنحاء متفرقة من الضفة المحتلة.