اعتبر النائب العربي البارز في الكنيست الإسرائيلي، أحمد الطيبي، أن عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد انتهى.
وذكر الطيبي أن القائمة المشتركة (العربية) تسعى للحصول على 15 أو 16 مقعدا في الانتخابات الإسرائيلية، المقررة في الثاني من مارس/آذار المقبل.
وللقائمة المشتركة، وهي تحالف 4 أحزاب عربية، حاليا 13 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا.
ورفض الطيبي الرد بشكل حاسم، على إمكانية التوصية بزعيم حزب “أزرق أبيض” بيني غانتس، لتشكيل الحكومة بعد الانتخابات القادمة.
وقال الطيبي: “نحن عاقدو العزم على أن نتخذ القرار الذي فيه مصلحة جماهيرنا وشعبنا”.
وشدد الطيبي على معارضة النواب العرب لصفقة القرن الأمريكية المزعومة، التي اعتبر أن البند الأسوأ فيها هو ما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى.
وفيما شدد على رفض البند الذي يدعو إلى نقل القرى والمدن العربية بالمثلث (شمالي إسرائيل) للسلطة الفلسطينية، فإنه لفت إلى أن هذا البند سيرفع نسبة تصويت المواطنين العرب في الانتخابات.
وتطرح صفقة القرن، في أحد بنودها إمكانية إعادة رسم حدود إسرائيل، وفقا لاتفاق الطرفين، بحيث تصبح مجتمعات المثلث (منطقة بأغلبية فلسطينية داخل إسرائيل) جزءا من دولة فلسطين المستقبلية، وهو ما رفضته القيادة الفلسطينية بشكل قاطع.
وفي 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن ترامب في مؤتمر صحافي بواشنطن “صفقة القرن” بحضور نتنياهو، وسفراء الإمارات والبحرين وعمان لدى واشنطن.
وتتضمن الخطة التي رفضتها السلطة الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة وتركيا وعدة دول أخرى، إقامة دولة فلسطينية “متصلة” في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.
وستكون الانتخابات القادمة، هي الثالثة في غضون أقل من عام بعد الانتخابات التي جرت في أبريل/نيسان، وسبتمبر/أيلول من العام الماضي، وسط تقديرات بإمكانية التوجه إلى انتخابات رابعة.
ولم يحسم الطيبي توقعاته بشأن إمكانية عقد جولة انتخابات رابعة، وقال: “لا أعرف، هذا يتوقف على نتيجة الانتخابات، نحن نسعى لأن يكون هناك انتصار كبير للقائمة المشتركة، فإذا ما حصلنا على 15 أو 16 مقعدا، فإنه من المؤكد أن نتنياهو لن يصبح رئيسا للوزراء وينتهي عهده… الآن أستطيع أن أقول لك إن عهده قد انتهى”.
وأضاف: “عندما كان نتنياهو، في المرة الأخيرة، يحاول تشكيل حكومة يمينية برئاسته، كنّا كقائمة مشتركة، 13 نائبا، وكانت هناك كتلة مانعة من 65 نائبا منعته من إقامة حكومة برئاسته، والوضع سيكون أفضل، كما أتمنى، في المرة القادمة”.
وتابع الطيبي: “الجمهور بشكل عام ملّ من الانتخابات المتكررة، ولا أعرف إذا ما كان هذا سيؤدي إلى هبوط نسبة التصويت عند الناخبين اليهود، لأن هبوط نسبة الناخبين اليهود هو في مصلحة الناخبين العرب، لأن معدل الأصوات المطلوبة للمقعد تقل وبالتالي فإن إمكانية زيادة مقاعد القائمة المشتركة تصبح أكبر”.
ورفض الطيبي حسم الموقف بشأن إمكانية توصية النواب العرب للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، بتكليف زعيم حزب “أزرق أبيض” المعارض بيني غانتس بتشكيل الحكومة بعد الانتخابات، إثر إعلانه دعم صفقة القرن المزعومة.
وقال الطيبي: “في المرة السابقة عندما أوصينا به (غانتس) كانت هذه بمثابة رسالة، ليس حبا بغانتس، فنحن نعرف مواقفه، ولكنها موقف ضد بنيامين نتنياهو، وأنت تعلم أنه في السياسة هناك أحيانا حلول وسط، أنت لا تحبها”.
وأضاف: “في الانتخابات القادمة، هناك مرحلتان هامتان ما بعد الانتخابات، الأولى وهي التوصية، والثانية الاتصالات لإقامة حكومة، وأي نوع من الحكومة ومن يكون فيها”.
وتابع: “أعتقد أن القائمة المشتركة، ستكون متوافقة فيما يتعلق بالتوصية أو عدمها، وبعد ذلك فإن المرحلة الأهم هي مرحلة الاتصالات، التي نريد من خلالها إنجاز قضايا لمجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل، ضد العنف والجريمة وضد القوانين العنصرية وهدم البيوت والقرى غير المعترف بها في الجنوب، وقضايا الطلاب والتشغيل الى جانب الموقف السياسي العام”.
ولكن الطيبي استدرك: “إن رفضنا لصفقة القرن هو واضح وشامخ، والبند الأسوأ فيها هو ما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى ولكن هناك بند يتعلق بالترحيل لسكان المثلث، ونتنياهو هو الذي أدخل هذا البند، لأنه يتعامل مع المواطن العربي وكأنه ضيف مع أننا لم نهاجر إلى هنا، لا بسفينة ولا بطائرة كما فعل آخرون”.
وتابع الطيبي: “نحن عاقدو العزم على أن نتخذ القرار الذي فيه مصلحة جماهيرنا وشعبنا”.
وردا على سؤال حول إعلان غانتس الصريح بدعم صفقة القرن ونيته تطبيقها، قال الطيبي: “كنا قبل أيام في الكنيست وكان غانتس أمامي وقلت له: غانتس أنت ارتكبت خطأ فادحا في تبني صفقة القرن، وأنت تزايد على الليكود من اليمين، وكذلك في صمتك مدة أسبوعين على البند المتعلق بترانسفير المثلث”.
وأضاف: “لدينا نقاش وفجوة في المواقف مع حزب (أزرق أبيض)، ففي هذا الحزب قيادات أكثر يمينية من بعض أقطاب الليكود، مثل يوعاز هندل، وموشيه يعالون، وغيرهما، ولكننا عاقدو العزم على استخدام الانتخابات القادمة وما بعدها لمصلحة جماهيرنا ومصلحة شعبنا مع الحفاظ على الثوابت الوطنية”.
وأيد الطيبي التقديرات بأن البند المتعلق بالمثلث، في صفقة القرن سيزيد من نسبة الناخبين العرب في الانتخابات القادمة.
وقال الطيبي: “طبقا لاستطلاعاتنا الداخلية، فإن هناك ارتفاعا بنسبة التصويت من 59% في الانتخابات الماضية إلى 63% قبل أسبوع، واتضح أن النسبة الأبرز في الصعود هي في منطقة المثلث، وهذا كما يبدو يأتي ردا على صفقة القرن”.
محاكمة نتنياهو
وتجري الانتخابات في وقت يواجه فيه نتنياهو اتهامات بالفساد.
وقال الطيبي: “هذه أول مرة، رئيس وزراء يشغل منصبه سيقضي وقته ما بين مكتب رئيس الوزراء والمحكمة المركزية (بالقدس) ومن الواضح أن تفكيره لن يكون في مكتب رئيس الوزراء، وإنما في القضاة، والملف، وهو ملف قاسٍ ولذلك أنا أرجح ما قلته لك، بأن عهد نتنياهو قد انتهى بسبب الانتخابات وبسبب ملف الفساد”.
ولم يخفِ الطيبي قلقه من تشكيل حكومة وحدة وطنية من “الليكود” وأزرق أبيض”.
وقال: “هذا وارد، فغانتس يريد حكومة وحدة وطنية، وهذا هو الخيار الأول والثاني بالنسبة له، ولكن هذا يتوقف على ما إذا كان الليكود سيوافق على التنازل أو التخلص من نتنياهو بعد الانتخابات الثالثة، التي لا يستطيع فيها أن يشكل حكومة، فهذه هي المرة الأولى التي يفشل فيها نتنياهو مثل هذا الفشل بتشكيل حكومة”.
وأضاف الطيبي: “قد تكون هناك أصوات، ولكنني أشك بأن يركن الليكود نتنياهو جانبا، ولذلك ستكون هناك معضلة تتكرر طبقا للأرقام ونتائج الانتخابات”.
السفير الأمريكي يكذب
واعتبر الطيبي أن السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، يكذب عندما يقول إن صفقة القرن لا تتضمن تقسيما زمانيا ومكانيا للمسجد الأقصى.
وقال الطيبي: “هو (فريدمان) يكذب، هو يحاول أن يصلح تناقضا موجودا في الصفقة، فهناك بند يتحدث عن الحفاظ على الوضع القائم وبند آخر يتحدث عن أوقات الصلاة للأديان المختلفة، وهذا القصد منه إفساح المجال أمام المتطرفين اليهود للصلاة في المسجد الأقصى… فريدمان حاول أن يصلح هذا التناقض، ولكن البند موجود في الصفقة”.
وأضاف: “لقد حاول فريدمان أيضا تصليح المواقف بشأن البند في الصفقة المتعلق بمنطقة المثلث، بقوله إن هذا مجرد اقتراح يجب أن يقبل به الطرفان وتم إدخاله لأنه يريد دولة قومية لليهود، بمعنى أنه يريد دولة بدون عرب.. إن هذه هي قمة العنصرية من هذا الداعم الكبير للاستيطان”.
وتابع الطيبي: “مستشارو ترامب داعمون مباشرون للاستيطان، وأنا اقصد فريدمان وجاريد كوشنير ومستشار ترامب السابق جيسون غرينبلات، وخليفته آفي بيركوفيتش”.
واعتبر الطيبي أن معركة النواب العرب، ضد صفقة القرن الأمريكية “كبيرة وعلى كل المستويات”.
وقال: “معركتنا كبيرة، هي معركة كل أبناء شعبنا ضد صفقة القرن، معركتنا ليست فقط في الكنيست، فالكنيست هو أحد الميادين ولكن هناك أيضا معركتنا بالشارع والإعلام والمجتمع الدولي، نحن نتصدى للقضايا الصغيرة، فكيف بنا أمام قضية كبرى مثل صفقة القرن التي هدفها تصفية القضية الفلسطينية، والمس بالثوابت الفلسطينية وهي القدس والحدود واللاجئين”.
ولفت الطيبي إلى تحركات النواب العرب في أوساط الجماهير العربية، للحشد للانتخابات، وقال: “نحن على تواصل دائم مع أبناء شعبنا ولكن في فترة الانتخابات أحيانا أزور 4-5 بلدات في يوم واحد، واللقاءات هذه المرة دافئة وداعمة وهناك التفاف جماهيري غير مسبوق حول القائمة المشتركة”.
وأضاف الطيبي: “لذلك نريد أن نترجم ذلك بخروج أكبر للصندوق، فكل صوت للقائمة المشتركة هو صفعة لنتنياهو وصفعة لصفقة القرن وللتمييز العنصري ضد أبناء شعبنا”.