أثارت التصريحات التي أدلى بها إبراهيم منير -نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين عن وضع المعارضة المصرية بتركيا في ظل الأنباء المتواترة عن التقارب المصري التركي- تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال منير -للجزيرة مباشر مساء أمس السبت- إنه “إذا عُرض على المعارضة المصرية -ونحن جزء منها- حوار مع النظام بما ييسر أوضاع المعتقلين ويحسن أحوال الشعب، فلن نرفض”، مشيرا إلى أن أي تقارب بين تركيا والنظام المصري يجب أن يراعي وضع المعتقلين السياسيين داخل مصر، وكذلك عدم التنازل عن دماء الضحايا الذين سقطوا بعد الانقلاب.
وأعرب عدد من النشطاء والمعارضين عن رضاهم تجاه التصريحات ورأوا أنها جاءت متوازنة في وقت صعب يحتاج فيه الجميع إلى التحرك بحكمة وهدوء، داعين إلى استغلال التقارب التركي المصري في الحصول على أكثر مكاسب ممكنة في ملف المعتقلين الذين قضوا أعواما طويلة في سجون السيسي دون ذنب أو جريرة.
تركيا لن تسلم أحدا
وكان إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين قد أشار أيضا في تصريحاته للجزيرة مباشر إلى أن تركيا تحترم اللاجئين السياسيين، ولن تسلم أحدا منهم، وأنها لا تنوي إغلاق القنوات المصرية التي تبث من أراضيها، ولكن سيكون هناك التزام من جانب تلك القنوات بقوانين الإعلام، بالإضافة إلى مراعاة حساسية اللحظة الراهنة.
واستبعد منير أن يؤثر التقارب بين القاهرة وأنقرة -إن حدث- على وضع الجماعة في تركيا بشكل سلبي، مشيرا إلى أن تصريحات المسؤولين الأتراك تضمن رفض أنقرة تسليم قادة الإخوان الموجودين لديها إلى القاهرة، كما أن القوانين الدولية تمنع تسليم اللاجئ السياسي إلى البلاد التي يمكن أن يعذب أو يعدم فيها، على حد قوله.
ونفى منير أن تكون جماعة الإخوان تحولت إلى “ورقة ضغط” بيد النظام التركي، مضيفا أن مؤشرات التقارب الأخيرة قد تحمل نوعا من التخفيف عن المعتقلين والمعارضين داخل مصر، ومعربا عن ترحيبه بأي محاولات لتخفيف المظالم ومراعاة الأوضاع الصعبة التي يعاني منها المعتقلون وأهالي الضحايا.
وفي مقابل إشادة العديد من الأصوات على مواقع التواصل، فقد لقيت تصريحات منير انتقادات البعض الآخر سواء من اعتبر أنه ليس ولي دم من حقه الحديث باسم “الشهداء والمعتقلين” وبين من استغرب حديثه في شأن يجب أن يصدر عن السلطات التركية، ناهيك عن مؤيدي النظام المصري الذين سخر بعضهم من فكرة تصالح النظام مع المعارضة.