افتتحت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية مؤخرًا بالتعاون مع الرّابطة الطبّية للمغتربين السّوريين (سيما) مركزًا صحيًا متنقلًا لخدمة أكثر من 125 ألف نسمة في شمال سورية، بحضور لفيف من ممثلي الجهات الحكومية التركية والمنظمات الإنسانية التركية والدولية والسورية.
وقال المدير العام للهيئة الخيرية م. بدر سعود الصميط، خلال كلمة مسجلة في حفل تدشين المركز الصحي المتنقل: إن طول أمد الأزمة السورية بتداعياتها الإنسانية المؤلمة يحتم علينا اليوم أن نبتكر في تقديم الخدمات الصحية التي تسهم في تعزيز قدرات الرعاية الصحية، وتحسين تجربة المريض في تلقي العلاج والدواء.
قفزة صحية مهمة
وأشار إلى أن هذا المركز الطبي المميز من المشاريع التي تحقق إضافة جديدة ونقلة نوعية على طريق الاستجابة للاحتياجات المتزايدة لإخواننا النازحين في المناطق الفقيرة النائية عن المراكز الصحية.
الصميط: طول أمد الأزمة السورية يحتّم علينا أن نبتكر في تقديم الخدمات الصحية
وثمّن الصميط تصميم عيادات المركز بمنهجية تحفظ خصوصيات المرضى وتكفل راحتهم، وتنفيذه ليصبح بمنزلة مستشفى مصغر متنقل ومجهز لاستقبال المرضى في المناطق الأشد حاجة، مؤكدًا أن خدمة المرضى السوريين حق لهم وواجب علينا، ومبدأ شرعي وإنساني أصيل.
ويتطلع المدير العام إلى أن يحقق هذا المشروع قفزة مهمة في منظومة الرعاية الصحية العاجلة للنازحين في شمال سورية، والعمل على رفع المعاناة عن المرضى، مشيرًا إلى أن عدد المستفيدين شهريًا من هذا المركز يبلغ 3 آلاف مريض في مناطق ريف حلب ومدينة الباب ودويبق، بمعدل 36 ألف مريض سنويًا.
وأردف الصميط قائلًا: إن الهيئة ستواصل تخفيف معاناة إخواننا النازحين، ومضاعفة الجهد على طريق البر والوفاء والإخاء وتقديم العون لهم، ضارعًا إلى الله العلي القدير أن ييسر أمرهم، وأن يفرج كربهم، وأن يجعل لهم من كل ضيق مخرجًا، وأن يبدل حالهم فرحًا وسرورًا بعودة كريمة وآمنة إلى ديارهم عاجلًا غير آجل.
ووفق “سيما”، يتميز المركز بقدرته على الانتقال بسرعة إلى أماكن الفجوات الطبية وتغيير أماكن الوجود الفيزيائي تبعًا للظروف الأمنية في سورية، وفيما يعمل أحد المراكز في منطقة ريف حلب يقدم المركز الآخر خدماته في منطقة ريف إدلب.
ويأتي إطلاق المركز لتقليص الفجوة بين أعداد المستفيدين وأعداد المحتاجين، ومن المتوقع حسب تصريحات قيادات “سيما” أن يتجاوز عدد المستفيدين من خدمات المركز 3 آلاف مستفيد شهريًا، فيما تتسع دائرة تغطية خدماته لتصل إلى أكثر من 125 ألف نسمة.
ويمثل المركز نقلة نوعية في قطاع الطبابة العاملة في المناطق الساخنة، وخطوة مهمة لأجل تقديم خدمات طبية عالية الجودة للجميع وتحديدًا للفئات الأكثر حاجة كما أكدت قيادات الرّابطة الطبّية للمغتربين السّوريين.
المركز يضم 4 عياداتٍ ومختبرَ تحاليل وصيدلية وغرفة إسعافات ويعالج 36 ألف مريض سنويًا
وأعرب قياديو “سيما” خلال الحفل عن تقديرهم لعطاء أهل الكويت، وجهود المؤسسات الخيرية الكويتية في دعم المهجّرين السوريين.
4 عياداتٍ أساسية
ويضم المركز الصحي 4 عياداتٍ أساسية (عيادة الأسنان، عيادة الصحة الإنجابية والنسائية، عيادة الطب العام والأطفال، عيادة اللاشمانيا)، ويلحق به “مخبر للتحاليل الطبية الأساسية، صيدلية، غرفة إسعافات أولية للحالات الطارئة”.
ويتكون كادر المركز من طبيب عام، طبيب أسنان، قابلة، ممرض لاشمانيا، ممرض آخر، فني مخبري، فني صيدلة، وكادر إداري.
يشار إلى أن نحو 5 ملايين شخص يعيشون في شمال غرب سورية، بمنطقة مغلقة ذات موارد محدودة، من بينهم أكثر من 1.5 مليون طفل و189 ألف يتيم و36 ألف أرملة، ومليونان من النازحين يعيشون في خيام، ويعانون عدم توافر الحد الأدنى من مستلزمات الحياة والخدمات الصحية.