كشفت خلية الإعلام الأمني العراقية، أن انفجار السوق الشعبي بمدينة الصدر في بغداد كان بفعل “إرهابي انتحاري يرتدي حزاما ناسفا”، وأن الهجوم الذي وقع الاثنين، أدى إلى مقتل 37 مواطنا وإصابة أكثر من 50 آخرين.
وأثار الهجوم دعوات لمحاسبة المسؤولين الأمنيين في العاصمة، خاصة بعد أن تبين أن غالبية الضحايا هم من النساء والأطفال.
ويأتي الهجوم في مدينة الصدر، عقب تصريحات وجدل بعد قطع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، قراره عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المحلل السياسي العراقي، أسامة السعيدي، قوله إن الهجوم “رسالة سياسية بأن النظام السياسي هش وغير قادر على الاستمرار” مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المبكرة المقررة في أكتوبر.
ونشرت مواقع التواصل العراقية فيديوهات مؤثرة لأطفال جرحى وقتلى نتيجة الانفجار، ولنساء تغطي الدماء ملابسهن.
ونقلت وكالة فرانس برس، عن مصادر أمنية وطبية عراقية أن “37 شخصا على الأقل قتلوا، وأصيب 62 بجروح” في التفجير.
وفي صباح اليوم الذي أعقب الهجوم، انتشرت على جدران شوارع مدينة الصدر، إحدى أكثر ضواحي العاصمة العراقية فقرا واكتظاظا، ومعقل أنصار رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، الذي يملك نفوذا كبيرا على الساحة السياسية في البلاد، صور ضحايا الانفجار وغالبيتهم صغار في السن كانوا يتبضعون استعدادا لعيد الأضحى.
وإثر الانفجار، دعا رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، في تغريدة إلى “ضرورة محاسبة المسؤولين وأجراء تغييرات لبعض القيادات الأمنية التي أثبتت تقصيرها”.
“الفساد والسلاح المنفلت والنيات الغادرة”
وفيما وعدت السلطات بفتح تحقيق في ملابسات الهجوم، ترأس الكاظمي ليل الاثنين اجتماعاً أمنياً على خلفية التفجير، موجهاً وفق بيان بـ”محاسبة أي قائد أو ضابط يثبت تقصيره عن أداء واجبه والتحقيق معه وإحالته إلى المحكمة المختصة”.
والثلاثاء، قال الكاظمي في تغريدة إن “إرادة الحياة الحرة الكريمة انتصرت، وسوف تنتصر في كلّ أوانٍ على الإرهاب، والفساد، والسلاح المُنفلت، والنيات الغادرة”.
“إخفاق أمني متكرر”
وعزا النائب العراقي، عدنان الزرفي، التفجير إلى “الإخفاق الأمني المتكرر”، بعد تفجيرات مماثلة في الأشهر الأخيرة، طال أكبرها وسط بغداد في يناير الماضي وأسفر عن مقتل 32 شخصا”.
وتبنى تنظيم داعش تفجير الاثنين، وقال إن من نفّذه هو أحد عناصره ويُدعى أبو حمزة العراقي الذي فجّر نفسه بحزام ناسف في سوق الوحيلات، وفي البداية، قالت السلطات الأمنية العراقية إن الانفجار كان نتيجة عبوة ناسفة محلية الصنع.
ودان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، التفجير في بيان قال فيه إن “هذا الهجوم المميت قبيل عيد الأضحى هو تذكير لنا جميعا بأن آفة الإرهاب لا تعرف حدودا”.
ويأتي هذا التفجير فيما يستقبل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في 26 تموز/ يوليو الجاري في واشنطن، في ظل محادثات يجريها العراق مع الولايات المتحدة لوضع جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي التي انتشرت لمحاربة تنظيم داعش في 2014.
وإثر الانفجار، قدم التحالف الدولي في تغريدة للناطق باسمه واين ماروتو، التعازي لأقارب الضحايا “الذين قضوا في الهجوم الإرهابي في بغداد”.
إرادة الحياة الحرة الكريمة انتصرت، وسوف تنتصر في كلّ أوانٍ على الإرهاب، والفساد، والسلاح المُنفلت، والنيات الغادرة.