مساع جديدة تكللت بالنجاح في ألمانيا وإسبانيا لمواجهة “الإسلاموفوبيا”، بحسب مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف، الذي اعتبرها فرصة جديدة لإحياء مشاريع إدماج المسلمين في المجتمع في الغرب وهزيمة مسارات المتطرفين الغربيين، محذراً من مغبة تجاهل العنصرية وخطاب الكراهية ضد المسلمين على التعايش السلمي واستقرار المجتمع.
رفع الأذان
ووافقت بلدية “راونهايم” التابعة لمدينة جراس-جيراو في منطقة الراين الألمانية، بالإجماع على رفع أذان صلاة الجمعة عبر مكبرات الصوت، لتكون أول مدينة في ولاية “هيسن” تسمح برفع الأذان.
وشمل قرار بلدية “راونهايم” الموافقة كذلك على رفع أذان المغرب خلال شهر رمضان، فيما لم تحدد صلاحية قرار الموافقة بوقت معين، بحسب متابعة جديدة لمرصد الأزهر الشريف، أمس السبت.
وأوضح المرصد أن عدداً من الجمعيات الإسلامية تقدمت، في وقت سابق، بطلب للتصريح برفع أذان الجمعة عبر مكبرات الصوت، مؤكداً أنه بهذا بات من المسموح رفع الأذان عبر المكبرات في المدينة الألمانية لمدة تصل إلى 4 دقائق كل يوم جمعة.
وأشار المرصد إلى أن مدينة “كولونيا” الألمانية سبقت “راونهايم” في السماح للمساجد برفع آذان صلاة الجمعة عبر مكبرات الصوت فقط، وذلك لمدة عامين.
وثمن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف هذه القرارات، مؤكداً أنها تعد خطوة إيجابية في عملية اندماج المسلمين داخل المجتمع الألماني، ودعم قيم التسامح وتقبل الآخر في مقابل دحض الأفكار التي يروج لها أنصار اليمين المتطرف.
ورش عمل
وفي السياق نفسه، نظَّمت مؤسستا “الفنار” و”الموجة الإقليمية لمرسية” بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ورش عمل لمجموعة من الفتيات المسلمات في مدينة “مُرسية” الإسبانية؛ لتدريبهنَّ على كيفية مواجهة مواقف الكراهية اليومية التي يتعرضن لها على خلفية ارتدائهن الحجاب.
واعتبرها المرصد الأزهري في متابعة حديثة له “خطوة عملية لمواجهة موجة الكراهية المنتشرة حاليًا ضد المسلمين في أوروبا، التي تؤججها الأحزاب اليمينية المتطرفة”.
وبحسب المرصد، حدَّدت الفتيات المسلمات خلال الورشة أكثر العبارات العنصرية التي تعرضن لها خلال التعاملات اليومية، وجاء في مقدمتها: “لا أجلس في الحافلة بجانب السود والعرب”، و”أنا لست عنصرية، لكنني لن أقترن برجل أسود”.
ونقل المرصد عن رجاء أغيلي، منسقة الورش التدريبية، قولها: “إن النساء هنَّ الفئة الأكثر تعرضًا لمواقف العنصرية والكراهية بسبب ارتدائهنَّ الحجاب”.
وفي محاولة لمواجهة ذلك، أصدرت مؤسسة “الفنار” كذلك بالتعاون مع جمعية “كازلا للحوار بين الثقافات”، بعنوان “وصفات تربوية لمكافحة الكراهية اليومية”.
ووصف المرصد الكتيب بأنه نتاج مشروع “مكافحة الكراهية اليومية”، ويهدف إلى إنشاء إستراتيجية وطنية للتعليم والتوعية لمكافحة العنصرية و”الإسلاموفوبيا” وخطاب الكراهية في إسبانيا، وتقديم الخبرات الناجحة للشباب.
ويدافع الكتيب، وفق المرصد، عن التعديلات التشريعية التي تواجه التمييز العنصري والكراهية، إلى جانب تزويد الخبراء والمعنيين بهذه القضية بآراء وأساليب منهجية وأدوات عملية جديدة وملموسة.
ويركز الكتيب على حقوق الإنسان كمفهوم رئيس لتنمية العالم والعيش في مستقبل أفضل، وتعليم الفضائل القائمة على الاحترام والتسامح.
تحذير ومطالبة
وحذَّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في بيانه، من مغبَّة العنصرية وخطاب الكراهية ضد المسلمين على التعايش السلمي واستقرار المجتمع؛ لكونه خطابًا يقوم على التمييز وإقصاء الطرف الشريك في المجتمع الذي يسهم في تنميته وإعماره.
وجدد المرصد مناشدته الدول المعنية لاتخاذ التدابير اللازمة للحدِّ من الهجمات العنصرية، سواء اللفظية أو البدنية ضد المسلمين، خصوصًا في الدول الأوروبية.
وأشار إلى أن إسبانيا قد شهدت، خلال الآونة الأخيرة، ارتفاع معدل جرائم الكراهية، تزامنًا مع صعود الجماعات اليمينية المتطرفة وتمثيلها بأعداد ليست قليلة في مجلس النواب، ممَّا أدَّى بدوره إلى زيادة حالات “الإسلاموفوبيا” وجرائم الكراهية بنسبة 120%، وقع أغلبها في إقليم “قطلونية”، ووجِّهت بشكل رئيس ضد المسلمين.