أكد وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، اليوم (الأحد)، أن انكسار المشروع الإيراني في اليمن سيضمن إفشاله في المنطقة، منبهاً لمخاطر نجاح مثل تلك المخططات الإيرانية في اليمن وتداعياتها على المنطقة.
وحذر من تداعيات سقوط محافظة مأرب، معتبراً أن من شأن ذلك أن يمثل نهاية للعملية السياسية والسلام في اليمن وللجهود التي تبذل لاستعادة الأمن والاستقرار.
وقال الدكتور أحمد بن مبارك، «إن ملامح المشروع الإيراني في المنطقة قد أصبحت واضحة للعيان، وإن الميليشيات المدعومة منها باتت تهدد أمن الجزيرة العربية، وزعزعة استقرار الإقليم والعالم لتنفيذ أجندة المشروع الإيراني».
وفي الكلمة التي ألقاها بن مبارك، اليوم (الأحد)، في مؤتمر الأمن الإقليمي (حوار المنامة)، الذي تستضيفه العاصمة البحرينية المنامة لمدة ثلاثة أيام، جدد وزير الخارجية التأكيد على أن انكسار المشروع الإيراني في اليمن يضمن إفشاله في المنطقة برمتها، وأن نجاحه سينقل ذلك المشروع إلى طور جديد للصراع والعنف والفوضى في كافة أرجاء المنطقة.
واستعرض دور إيران ومشروعها التوسعي في المنطقة العربية، الذي تحاول تنفيذه في اليمن عبر ميليشيات الحوثي الانقلابية التي تحاول من خلال استحواذها على السلطة في بعض مناطق البلاد تغيير ثقافة المجتمع، ونشر أفكارها الطائفية الإرهابية الدخيلة في عقول النشء والشباب بهدف نشر الكراهية بين أبناء الوطن الواحد وإدامة الصراع.
وتطرق وزير الخارجية إلى صمود محافظة مأرب أمام هجمات الميليشيات الانقلابية الحوثية منذ فبراير (شباط) الماضي، وحذر من تداعياتها، التي ستمثل نهاية للعملية السياسية. وقال «إن محافظة مأرب بما تمثله من عمق تاريخي لليمن تمثل عمقاً وطنياً واستراتيجياً للدولة اليمنية الواحدة، فهي وحدها قادرة على إنهاء المشروع الحوثي»، ونبه الجميع إلى أن تداعيات سقوط مأرب يمثل نهاية للعملية السياسية والسلام في اليمن، ولن يكون هناك من بديل سوى الفوضى والمزيد من العنف والاحتراب الداخلي وموجات الهجرة، وبدء حالة طويلة من عدم الاستقرار، التي تؤذن بجولات أخرى من الصراع والحروب التي ستتخذ من اليمن منطلقاً لها وستتمدد إلى باقي المنطقة.
وأشار بن مبارك إلى رؤية الحكومة اليمنية للسلام، مفنداً المفاهيم الخاطئة التي تستخدمها الميليشيات الحوثية في تبرير استمرار الحرب، وقال «إن رؤيتنا ومنهج عملنا في الحكومة اليمنية يقومان على أن تحقيق السلام بات ضرورة وطنية لإنهاء الحرب ووقف نزيف الدم اليمني، وأن أي عملية سلام عادل لا بد أن تعالج الجذور السياسية للحرب، والمتمثلة في محاولة ميليشيا الحوثي فرض سيطرتها وهيمنتها بالقوة على الدولة اليمنية». وأكد أن أي تسوية سلمية في اليمن لا يمكن أن يكتب لها النجاح دون اتفاق اليمنيين على حل مشاكلهم الداخلية وفقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والتوزيع العادل للسلطة والثروة. ولفت إلى أن الحوثيين يرفضون السلام كلما تقدموا عسكرياً على الأرض، الأمر الذي يشير وبكل وضوح إلى رفضهم السلام كمبدأ استراتيجي، وتعاملهم معه كتكتيك ضمن استراتيجيتهم العسكرية في حربهم على المجتمع اليمني.
ونوه وزير الخارجية إلى أهمية استكمال تنفيذ اتفاق الرياض كركيزة أساسية لتحقيق السلام والاستقرار، وتوحيد كل القوى السياسية المناهضة للمشروع الإيراني في اليمن لفرض معادلة جديدة تدفع باتجاه تحقيق تسوية سياسية، والتغلب على التحديات الاقتصادية، منوهاً بأهمية استمرار وتضافر الجهود والتنسيق بين دول الإقليم والعالم للضغط على إيران لوقف أنشطتها التخريبية في اليمن، وبما يضمن استقرار الإقليم وتأمين ممرات الملاحة الدولية.
وطالب المجتمع الإقليمي والدولي بتقديم المزيد من الدعم للحكومة اليمنية لمساعدتها في التغلب على التحديات الاقتصادية، وتعزيز الشراكة في الجوانب السياسية والاقتصادية والإنسانية المرتبطة بالأزمة اليمنية، وتمكين الحكومة من الحفاظ على قيم الاعتدال التي تجمع اليمن بالعالم، وفق قيم ومبادئ الإنسانية المشتركة.
واختتم بن مبارك كلمته بالإشارة للخطر البيئي الكارثي الذي يشكله خزان النفط العائم «صافر»، والذي بات يتوقعه الجميع دون بذل جهد حقيقي لتجنبه، معتبراً أن تسرب أكثر من مليون برميل من النفط الخام المخزون فيه يعد كارثة حقيقية ستدمر البيئة البحرية لليمن والإقليم وستمتد آثارها للعالم، وما زال الحوثيون يحتجزونها كرهينة ويرفضون السماح لفريق الأمم المتحدة بصيانتها، رغم كل المناشدات والتسهيلات التي قدمتها الحكومة الشرعية لتجنب هذه الكارثة.