توالت اليوم الأحد ردود الفعل المنددة والرافضة لاقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى المبارك، ودعت إلى وقف التصعيد الإسرائيلي، وكان بن غفير اقتحم وعشرات المستوطنين صباح اليوم الأحد، المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي واصلت فرض تقييدات على دخول الفلسطينيين إلى المسجد، وبالتوازي مع الاقتحام الاستفزازي لبن غفير، فقد أدانت كل من الرئاسة الفلسطينية وحركة حماس عقد حكومة الاحتلال اجتماعها الأسبوعي الأحد داخل أحد أنفاق ساحة البراق، بمناسبة ذكرى احتلال القدس قبل 56 عامًا.
“تصرفات استفزازية”
وقالت وزارة الخارجية المصرية: إن “مصر تدين اقتحام وزير إسرائيلي للمسجد الأقصى”، ووصفته بأنه “تصرفات استفزازية”، داعية إسرائيل إلى “التوقف بشكل فوري عن الممارسات التصعيدية”، وأكدت أن “الاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى والرامية لترسيخ سياسة التقسيم الزماني والمكاني له، لن تغير من الوضع القانوني والتاريخي القائم، والذي يعد فيه الأقصى وقفًا إسلاميًا خالصًا”، من جهتها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية الشديدين لاقتحام مسؤول إسرائيلي لباحة المسجد الأقصى صباح اليوم الأحد.
واعتبرت هذه الممارسات الممنهجة تعديًا صارخًا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، واستفزازًا لمشاعر المسلمين حول العالم، وحملت الخارجية السعودية الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار هذه التجاوزات، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية، سنان المجالي، في بيان، إن ذلك الاقتحام “خطوة استفزازية مدانة، وتصعيد خطير ومرفوض”، داعيًا “المجتمع الدولي للعمل فورًا على وقف الإجراءات الإسرائيلية”، وطالب إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بـ”الكف الفوري” عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، واحترام حرمته.
“انتهاك صارخ للقانون الدولي”
دوليًا، أدانت وزارة الخارجية التركية بشدة اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، وعدته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”، وأكدت في بيان أن “من غير المقبول أبدًا تحدي أعضاء الحكومة الإسرائيلية المكانة التاريخية للحرم الشريف، والانخراط في ممارسات مستفزة وفاشية”، ودعت الخارجية التركية “الحكومة الإسرائيلية مجددًا إلى الوقف الفوري لأي عمل استفزازي ينتهك الوضع التاريخي للحرم الشريف المستند للقانون الدولي والتصرف بمسؤولية”، وفي سياق متصل، اعتبرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي الاقتحام استفزازًا لمشاعر المسلمين جميعًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وحملت في بيان حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تبعات استمرار هذه الاعتداءات الممنهجة التي تشكل استفزازًا لمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، وتهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة، ودعت منظمة التعاون الإسلامي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لوضع حد لهذه الانتهاكات الخطيرة، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة.
“تصعيد خطير”
من جهتها، أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، وعقد حكومة الاحتلال جلستها الأسبوعية داخل أنفاق ساحة البراق، وأكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية سعيد أبو علي، أن هذا الاقتحام الذي يرتكبه بن غفير للمرة الثانية هو أمر مدان، ويمثل تصعيدًا خطيرًا يدفع نحو تفجير دوامة من العنف والتوتر، وإشعال المنطقة بأسرها، تتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تبعاته وتداعياته، وشدد على أن المسجد الأقصى بكامل مساحته هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن أي إجراءات تتخذها إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال هي إجراءات باطلة، ولا يعتد بها، ولا يترتب عليها أي حق، وأشار أبو علي إلى أن حكومة اليمين الإسرائيلية الفاشية ومنذ توليها الحكم تواصل تصعيدها وعدوانها على الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته الإسلامية والمسيحية، في سعي محموم لإفشال أي جهود لتحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وطالب الأمين العام المساعد، المجتمع الدولي بدوله ومؤسساته بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له، والدفع نحو عملية سلام جادة في إطار مؤتمر دولي وسقف زمني محدد تفضي لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.
وهذه هي المرة الثانية التي يقتحم فيها بن غفير المسجد الأقصى منذ تشكيل حكومة نتنياهو في ديسمبر/ الماضي، وكانت عناصر الشرطة الإسرائيلية انتشرت في ساحات الأقصى، وأبعدوا المصلين عن مسار اقتحامات بن غفير والمستوطنين للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وفق شهود عيان، وتشهد القدس المحتلة توترًا شديدًا إثر سماح حكومة الاحتلال، الخميس، لـ”مسيرة الأعلام” بالمرور من باب العامود والحي الإسلامي في البلدة القديمة وسط هتافات مسيئة ومعادية ضد الفلسطينيين والعرب، وتزامنت المسيرة مع احتفال إسرائيل بالذكرى السنوية الـ56 لاحتلالها القدس الشرقية، وفق التقويم العبري.