وكان ختام كلمات حفل تأبين فضيلة د.أحمد العسال “يرحمه الله” كلمة لفضيلة العلاَّمة د. يوسف القرضاوي الذي بدأ حديثه قائلاً: كتب الله لي أن أعيش بعد أصدقائي لأودعهم واحداً بعد الآخر، ففي الشهور الأخيرة ودَّعت حسان حتحوت، وعز الدين إبراهيم، وعبد العظيم الديب، كلهم أعلام وشموس.
واليوم أودِّع العسال الذي لم يقدر له أن ينجب أبناء من صلبه، ولكن أبناءه الروحيين منتشرون في أنحاء الأرض من الصين شرقاً إلى الرباط غرباً، منذ كان في مصر طالباً وخريجاً في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، يعمل مع الشباب في الأسر والحلقات والرحلات والمخيمات ويخطب ويعظ في المساجد والمنتديات.
وقد كلف بالعمل مع الطلاب الوافدين من العالم الإسلامي، فأبلى بلاء حسناً في توجيههم إلى الإسلام الصحيح المتكامل المتوازن، وتربيتهم على تعاليمه تربية شاملة، وتوثقت صلته بالكثير منهم، ولا سيما من تفرس فيهم أنهم سيكون لهم شأن في مجتمعاتهم إذا عادوا إليها، مثل: عبد الله العقيل، ويعقوب باحسين، وصادق عبد الماجد، وأمين سراج.. وغيرهم.
وامتد عطاؤه إلى قطر، عندما أعير إليها في الستينيات معلماً يدرس لطلابها في الثانويات، ويدرس لجمهورها في الجوامع والندوات، وكذلك بريطانيا حينما سافر إليها للدكتوراة مشاركاً في الأنشطة الإسلامية المتنوعة مع الطلاب المسلمين من أنحاء العالم، ومع الجمعيات الإسلامية بالدروس واللقاءات والتفاعلات، وقد عاد من لندن حاملاً الدكتوراة في السبعينيات ليدرس في جامعات السعودية، ثم ليرأس قسم الثقافة الإسلامية في كلية التربية بجامعة الملك سعود في الرياض مع مجموعة متميزة من إخوانه.
ثم سافر إلى باكستان في الثمانينيات أستاذاً في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، متعاوناً مع مدير الجامعة العالم المصري المعروف د. حسين حامد حسان، ثم ليصبح وكيلاً للجامعة، ثم مديراً لها، وقد كان محبباً إلى الطلاب، قريباً منهم، معنياً بهمومهم ومشكلاتهم، كما كان مهموماً بأمر الجامعة وبتوفير التمويل اللازم لها.
أخوة في الله
وختم د. القرضاوي حديثه بقوله: في كل المشروعات الإسلامية التي تبنيتها –مثل: “الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية” في الكويت، وموقع “إسلام أون لاين” على الإنترنت، و”الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”- كان العسال يعاضدني، ويشد أزري.
ورغم إقامتي في قطر، وإقامته في مصر، فقد كان يواليني دائماً بالسؤال عن طريق الهاتف، الذي قرب المسافات بين المتباعدين، فأدعوا له ويدعو لي، ومثل هذه الأخوة التي بدأت لله، وفي الله، لا يمكن أن تنفصم عُراها، فما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل.
_____________________________________
العدد (1916)، ص64-65 – 11 رمضان 1431ه – 21/8/2010م