قد تبدو السعادة الزوجية حلماً بعيد المنال في عالم تسيطر عليه المادة والشره الاستهلاكي والضغوط المعيشية، لكنها قد تصبح في متناول اليد، حال تحرك الطرفان؛ الرجل والمرأة، لتلبية احتياجات كل منهما.
وقد يفتر الحب والشغف الذي كان سائداً في بداية الحياة الزوجية، لكن في يد كل طرف تجديد هذا الوهج، واستعادة بريق الحب والمودة، ونيل السعادة، لكن شريطة الأخذ بالأسباب، ورفع القدرة على العطاء للآخر.
هذه السطور تقدم وصفة من 6 خطوات، تمهد الطريق للنجاح في الحياة الزوجية، وتلبي متطلبات كلا الطرفين بما يشكل أساساً قوياً لحياة زوجية سعيدة:
1- معرفة احتياجات الطرف الآخر، وما يحب، وما يكره، وتقدير واحترام الرغبات والحدود الشخصية للآخر، ومعرفة ما يجلب السعادة للشريك، واحترام خصوصياته، وتنامي الإحساس به، وتلمس وقت فرحه وحزنه، وتقديم الدعم له.
2- تلبية العلاقة الزوجية، وتحقيق الإشباع العاطفي والجنسي، وتوفير متطلبات الزوج ما دامت تتوافق مع شرع الله، والاهتمام بالزينة والنظافة الشخصية، والإكثار من العناق والقبلات، وتحصين الفرج، وإعفاف النفس.
3- قيام كل طرف بواجباته، وعدم التقصير فيما هو منوط به، سواء من قبل الزوج الذي عليه العمل والكد وتوفير مصروفات البيت، والزوجة التي تقوم بمهام البيت ورعاية الأسرة، مع أجواء من المشاركة والتعاون، والمودة والرحمة.
4- وضع قواعد متفق عليها، سواء فيما يتعلق بتربية الأولاد، أو الإنفاق اليومي، وسبل حل المشكلات الطارئة، والتوصل إلى اتفاق مشترك بشأن مسائل عدة تخص أمور الأسرة، مع تقاسم المسؤوليات والقرارات المهمة الأخرى.
5- البعد عن كثرة اللوم والانتقاد، وتجنب العنف اللفظي والبدني، والحوار في أجواء من الهدوء والعقلانية، والمرونة في مواجهة أعباء الحياة، مع التغافل عن الزلات والصغائر، والتماس العذر، ومراعاة الحالة النفسية لكل طرف.
6- القرب من الله، ومشاركة الطاعات، والإكثار من الذكر والصدقة والدعاء، وقيام الليل، وغير ذلك من طاعات تعزز الروحانية داخل البيت المسلم، وتقوي الصلة بالله، بما يجعل الزوجان في حالة إيمانية عالية، وفي ترفع عن الذنوب، بل وتحويل البيت إلى روضة إيمانية وقرآنية.