في عالمنا الحالي، تظهر معاناة المعلمين وتحدياتهم بشكل متزايد، حيث يواجهون ظروفًا تعرض فيها احترامهم وكرامتهم للانتهاك والاستهانة، كان المعلم في الأزمنة السابقة محورًا للتبجيل والاحترام، فهو الشخص الذي يقود الأجيال نحو النور والمعرفة، كما أشار إليه الشاعر أحمد شوقي في قصيدته الشهيرة «قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولاً»، وقول الله سبحانه وتعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) (المجادلة: 11)، (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً) (طه: 114).
لكن الواقع اليوم يظهر صورة مختلفة تمامًا، حيث يتعرض المعلم للإهانة والعنف داخل مدارسنا العربية؛ مما يثير التساؤلات حول مدى تدهور الوضع وانحدار قيم الاحترام والتقدير نحو هذه المهنة السامية.
فأين نحن اليوم من قيم التبجيل والاحترام التي كانت تُولى للمعلم؟ وما جزاء العمل الذي يقوم به المعلم، الذي يعتبر بمثابة بناء وتشكيل العقول والشخصيات؟
ويبقى السؤال مطروحًا: هل نسينا قيم المعلم وأهميته في بناء المجتمع؟ وهل تحولت الأقلام الناعمة إلى أدوات للعنف والاستهتار؟
ومؤخراً، استنكرت وزارة التربية حادث الاعتداء المؤسف الذي وقع في إحدى المدارس التابعة لمنطقة الأحمدي التعليمية، من قبل طالب وبعض أقاربه على أعضاء من الهيئة التعليمية والإدارية بالمدرسة.
وأكدت الوزارة قيامها باتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة وإحالة الواقعة إلى التحقيق، إضافة إلى التنسيق والمتابعة الحثيثة مع وزارة الداخلية في هذا الأمر، وتشدد على عدم التهاون في تطبيق النظم واللوائح والقوانين المنظمة للعمل داخل الحرم المدرسي.
كما تجددت حرصها على حفظ حقوق جميع منتسبيها من أعضاء الهيئة التعليمية والإدارية داخل المدارس، باتخاذ جميع الإجراءات والقرارات اللازمة في هذا الشأن، وتعرب الوزارة عن أسفها لمثل هذه الأفعال الفردية غير التربوية والدخيلة على المجتمع.
وأكدت التربية أن احترام المعلم، وحرمة الصرح التعليمي وتقدير كافة العاملين به واجبة على كل فرد من أفراد المجتمع.
بيان صحفيhttps://t.co/FLyrU23FGb#وزارة_التربية_الكويت pic.twitter.com/J3J4IsmdF4
— وزارة التربية (@MOEKUWAIT) February 12, 2024
فيما استنكرت جمعية المعلمين الكويتية الاعتداء المؤسف الذي تعرض له المدير المساعد وعدد من معلمي ثانوية عبدالله الأحمد الصباح في ضاحية جابر العلي والتابعة لمنطقة الأحمدي التعليمية من قبل أحد الطلاب وعدد من أقاربه.
وأشارت، في بيان، إلى أن مثل هذا الحادث المؤسف يعكس حقيقة الواقع المؤلم الذي يعيشه المعلمون والإدارات المدرسية بشكل عام في ظل غياب قانون يحميهم في الوقت الذي طالما طالبت فيه بوضع حد لمثل هذه الاعتداءات من خلال إقرار قانون حماية المعلم، أو من خلال تأمين السبل الكفيلة لحماية المعلم، وتهيئة الأجواء المناسبة له لممارسة رسالته وبما يتوافق مع مكانته الرفيعة.
واتخذ مجلس إدارة الجمعية خطوات عاجلة تجاه الحادث، وتوجه عضو مجلس الإدارة ومدير مكتب قضايا المعلم في الجمعية د. عدنان الطواري إلى مخفر جابر العلي لمتابعة حيثيات الحادث والإجراءات المتخذة، وللتأكيد على وقوف الجمعية إلى جانب المدير المساعد والمعلمين المعتدى عليهم واستعدادها الكامل لتقديم كل أوجه الدعم تجاه الإجراءات القانونية المتخذة.
وأشاد د. الطواري بالبيان الصادر عن وزارة التربية، مشيراً إلى أن الوزارة عليها في الوقت نفسه أن تمارس دورها الفعلي ومن واقع مسؤولياتها في حماية أهل الميدان، وما يتعرضون له يومياً من حوادث اعتداء قد لا تكون معلنة، وهي لا تنحصر على الاعتداء الجسدي فقط أو على الممتلكات، وإنما الاعتداء اللفظي بما يمس كرامتهم وعرضهم وشرفهم، وهذا ما يتطلب منها إقرار القوانين واتخاذ الجزاءات الصارمة والحازمة التي من شأنها أن تحد من ذلك وتحفظ للمعلمين مكانتهم الرفيعة المستحقة.
رئيس مكتب القضايا في جمعية المعلمين د . عدنان الطواري:
نتابع عن كثب أحداث الاعتداء المؤسف على مجموعة من الهيئة التعليمية في ثانوية عبدالله الأحمد الصباح ، مستنكراً في الوقت نفسه هذا الاعتداء السافر والذي بات ظاهرة مؤلمة ومعتادة في ظل غياب قانون لحماية المعلم . pic.twitter.com/OPZcg9KTcr
— جمعية المعلمين الكويتية (@kts_org_kw) February 12, 2024
فيما قال التربوي د. تركي العتيبي: إن الاعتداء المتكرر على المعلمين والمعلمات دون رادع يجعل المهنة طاردة غير جاذبة للكفاءات الكويتية، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية سبقتنا في الحفاظ على كرامة المعلم وعدم المساس به، وسنّت قانوناً يعاقب المعتدي بغرامة مالية قدرها مليون ريال، وسجنه لمدة 10 سنوات.
الاعتداء المتكرر على المعلمين والمعلمات دون رادع؛ يجعل المهنة طاردة غير جاذبة للكفاءات الكويتية ..
المملكة العربية السعودية سبقتنا في الحفاظ على كرامة المعلم وعدم المساس به، وسنّت قانونا يعاقب المعتدي بغرامة مالية قدرها مليون ريال، وسجنه لمدة 10 سنوات. pic.twitter.com/vbEWDfvCui— Turki Alhomaidi (@q82kuw) February 13, 2024
وقال التربوي حسن السبيعي: تتكرر حوادث الاعتداء على المعلمين، ودائماً أكرر المطالبة بإقرار قانون حماية المعلم، واليوم تم الاعتداء على المديرين المساعدين ومعلمين في ثانوية عبدالله الأحمد، ونطالب بإقرار تشريع يحفظ كرامة المعلم، وانظروا الى الشقيقة الكبرى السعودية.
تتكرر حوادث الاعتداء على المعلمين
ودائم أكرر المطالبه بأقرار قانون حماية المعلم
واليوم تم الاعتداء على المدراء المساعدين ومعلمين في ثانوية عبدالله الاحمد
نطالب بأقرار تشريع يحفظ كرامه المعلم
وانظرو الى الشقيقة الكبرى السعودية
كيف تحمي المعلم مرفق الصوره مع التغريدة pic.twitter.com/EMNj1UXvaE— حسن السبيعي ⚖️ (@hasanfaalsubaie) February 12, 2024
فيما قال الطبيب د. يوسف شمس الدين: هذه مهزلة! لا يحق لأي شخص الاعتداء على المعلمين، فإن لم يتم اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد المعتدين فهذا بدء بجعل المدارس ومن فيها مرتعاً لكل متهور، أي وهم بإطار صلح بين الأطراف هو انتصار للمعتدين واستهانة بالسلك التربوي ومن فيه، مشيراً إلى أن الاتجاه واحد فقط هو رد اعتبار وعقوبات غليظة جداً.
هذه مهزلة… لايحق لأي شخص الاعتداء على المعلمين
إن لم يتم اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد المعتدين فهذا بدء بجعل المدارس ومن فيها مرتع لكل متهور
🔴أي وهم بإطار صلح بين الأطراف هو انتصار للمعتدين واستهانة بالسلك التربوي ومن فيه
📌الإتجاه واحد فقط رد اعتبار وعقوبات غليظة جدا https://t.co/pfMwk8rhKq
— د. يوسف شمس الدين (@YAYshamsaldeen) February 12, 2024
فيما قال مدير جمعية المعلمين في الجهراء خالد المخلف: نرفض ونستنكر الاعتداء الذي تم على المعلم محمد الحسيني، يوم أمس، ومحاوله ضبطه بهذه الطريقة أمام مدرسته وطلابه، ونؤكد قيمة ومكانة المعلم وما حصل تصرف مرفوض وغير مقبول.
وتابع: يذكر التاريخ أن من أسقطوا قدواتهم ورفعوا من شأن سفهائهم لم تنهض وتدوم مجتمعاتهم؛ لذلك يجب الوقوف عن هذا العبث الحاصل على المعلمين، ورفع شأن المعلمين، وإقرار قانون حماية المعلم.
يذكر التاريخ ان من اسقطوا قدواتهم ورفعوا من شأن سفهائهم لم تنهض وتدوم مجتمعاتهم لذلك يجب الوقوف عن هذا العبث الحاصل على المعلمين ورفع شأنه المعلمين واقرار قانون حماية المعلم
— خالد المخلف #ضد التطبيع (@khaledalmoklif) February 13, 2024
وقال معلم التربية البدنية وليد النصار: لأن التحريض من البعض بـ«تويتر» على المعلمين وعدم احترام المهنة والتقليل من شأن المعلم أدى إلى الاعتداء، وأعتقد أن الاعتداءات سوف تزيد في قادم الأيام.. قبل يومين المملكة وضعت قانوناً لحماية المعلم، فأين نوابنا من وضع قانون لحماية المعلم؟!
https://twitter.com/waleed_alnassar/status/1757100233685712966