يبذل المواطن ناهض أبو يوسف من سكان مدينة غزة المحاصرة قصار جهده طوال النهار من أجل تأمين قوت أطفاله الجوعى دون فائدة.
ويتعمد أبو يوسف وهو أب لسبعة أطفال التأخير عن البيت مع حلول الظلام رغم خطورة الوضع الأمني وذلك لضمان أن يعود وأطفاله قد ناموا حتى لا يواجههم ويقول لهم لم أجد طعامًا.
ويقول أبو يوسف لـ “المجتمع”: “مع إطالة أمد الحرب واشتداد الحصار على مدينة غزة وشمالها باتت أصعب مهمة هي الحصول على وجبة طعام غير مشبعة بعد نفاد المواد الأساسية لا سيما الطحين والأرز”.
واضاف: “أخرج يوميًا من الصباح الباكر للبحث عن شيء من الدقيق بكل مكوناته أو الأرز لكن دون جدوى، وفي النهاية أتوجه إلى احدى البيارات لحصد نبات (الخبيزة) وهو نبات شتوي يخرج لوحده من الطبيعة ويرتوي من مياه الأمطار”.
“الجوع أكل أجسادنا”
أما محمد صابر وهو أب لخمسة أطفال فيقول “الجوع أكل أجسادنا في مدينة غزة وشمالها وتحولنا إلى هياكل عظمية: فلا طعام ولا شراب ولا دواء وبات كل شيء حتى لو توفر بصعوبة غال جدًا”.
وأضاف صابر لـ” المجتمع”:” خاطرت بنفسي وتوجهت حيث وصول المساعدات الإنسانية المغمسة بالدم للحصول على كيس طحين لكن عدت بعد أن سقط عدد كبير من الشهداء أمامي حيث استهدفتنا دبابة إسرائيلية”.
نداء أخير
ومن جهته أكد إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي الحكومي على أن سكان شمال غزة يعيشون مجاعة حقيقية في ظل منع قوات الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية لهم.
وقال الثوابتة لـ” المجتمع”: “تشتد حلقات الحصار على شمال قطاع غزة بعد نفاد المواد الأساسية لا سيما الدقيق والحبوب بكل أنواعها والأرز والسكر الحليب”.
وأضاف” بعض الأطفال اضطروا لأكل الليمون بالملح لسد جوعهم نظرًا لتوفره “.
وأشار إلى أن سكان غزة وشمالها طحنوا كل أنواع الحبوب التي توفرت حتى تلك التي كانت مخصصة كأعلاف للحيوانات ولكن هذه الحبوب نفدت.
ودعا المسؤول الفلسطيني المجتمع الدولي إلى سرعة التحرك العاجل لإنقاذ سكان غزة من مجاعة حقيقية باتت تفتك بهم.
وقال “هذا نداء أخير لإنقاذ سكان غزة من الموت بالجوع أو العطش”.
من جانبه قال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لرئاسة الأونروا، إن حجم ما يدخل من مساعدات إنسانية تراجع بصورة كبيرة بسبب إغلاق متظاهرين “إسرائيليين” معبر كرم أبو سالم، مشيرًا إلى أنهم لا يسمحون للشاحنات بالدخول.
وأضاف أن هناك إشكالية كبرى أيضًا بعد أن استهدفت “اسرائيل” رجال الشرطة الذين كانوا يحرسون القوافل، الآن القوافل التي تدخل عبر المعابر معرضة للنهب وللسيطرة عليها من قبل جائعين فلسطينيين لأن الشرطة أصبحت خائفة من القيام بعملية حراسة هذه الشاحنات.
وأكد أبو حسونة أن المنظومة الإنسانية على وشك الانهيار إن لم يتم اتخاذ إجراءات دراماتيكية أو إجراءات حقيقية على الأرض لإنقاذ الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وبالذات في ظل تهديد “إسرائيل” بتهجير سكان رفح.
وتابع: قدمنا 35 طلبًا لدخول القوافل إلى مدينة غزة وشمال القطاع، من ول يناير حتى 5 فبراير سمحوا لنا فقط بدخول القوافل لعشر مرات فقط.