قبل كل شيء، هناك تخبط حكومي في عرض مشكلة الكهرباء بعدم الوضوح والتناقض في البيانات والتصريحات، بينما حقيقة المشكلة وأساسها، هي:
أن إنشاء آخر محطة في الكويت هي الصبية في عام 1998م! وهذا الواقع مع تصاعد عدد المناطق والبيوت وضغط التأجير المتزايد في المناطق لا يواكب الإمكانات المتواضعة.
والجدير بالذكر كما هو معروف أن طاقة الكويت الإنتاجية 15 ألف ميجا واط تقريباً، ولكن الواقع يؤكد اليوم بأن الطاقة تجاوزت أكثر من ذلك!
ومع وجود التنامي الكبير في عدد المناطق خلال سنوات قادمة، فلا بد من حلول إستراتيجية في بناء محطات جديدة، وكذلك بالتزامن وضع حلول مؤقتة تبعدنا عن الأزمات اللاحقة، ومن الممكن رؤية تجارب عالمية في حل المشكلة مؤقتاً، حتى نؤسس لبناء جديد يواكب المشكلة.
فهناك أيضاً مشاريع عديدة ولكنها حبيسة الأدراج، هذه المشاريع تسهم بتنمية وحل هذه المشكلة ولكنها (يبدو) ليست أولوية حتى «يطيح الفاس بالراس»، وكذلك المشكلات الحكومية المتكررة المتمثلة بعدم الثبات للجهاز الإداري في الوزارة، ومنه تبديل وعزل بعض الكفاءات.
ولا نغفل أهمية أثر الترشيد ودوره بتوعية الأفراد والمؤسسات في المسؤولية غير الحكومية، ولكن لا يُعد السبب الأكبر والحقيقي للمشكلة.
ككل مشكلاتنا هي أزمة إدارة وتخطيط خاصة لبعيد المدى.